الفحص المبكر ينقذ حياتك: حملة توعية بسرطان الثدي في السويداء

يبرز الحديث عالمياً في شهر أوكتوبر عن أهمية التوعية المبكرة بسرطان الثدي والكشف المبكر كجزء من الجهود العالمية للحد من وفيات النساء بسبب هذا المرض.

يعد سرطان الثدي أحد أكثر السرطانات شيوعاً بين النساء، ولكن الكشف المبكر عنه يمكن أن يكون الفرق بين حياة مليئة بالأمل وحالة قد تتفاقم بشكل خطير.

هذه الحملة التي تنتشر حول العالم خلال هذا الشهر تهدف إلى رفع الوعي، وتشجيع النساء على الفحص الذاتي، والفحص الطبي المنتظم، بهدف اكتشاف الأورام في مراحلها الأولى حيث تكون فرص الشفاء أكبر.

حملة السويداء للتوعية بسرطان الثدي

في إطار جهود التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، أطلقت مديرية صحة السويداء حملة توعية واسعة النطاق خلال شهر أكتوبر، وهي جزء من حملة أكبر تقودها وزارة الصحة.

وتستهدف هذه الحملة النساء بعمر 20 سنة فما فوق، لتعليمهن كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي بشكل صحيح والتأكد من أي تغييرات غير طبيعية قد تحدث.

واشتملت الحملة على دعوة النساء بعمر 40 سنة وما فوق لإجراء فحص الماموجرام (تصوير الثدي الشعاعي)، بينما تُحال النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 40 سنة، وهن ضمن الفئات عالية الخطورة، إلى التصوير بالأمواج فوق الصوتية للثدي.

هذا التفريق بين الفئات العمرية يعتمد على مستوى الخطر والإحصائيات التي تشير إلى زيادة احتمال الإصابة مع تقدم العمر. كما تضمنت الحملة عدداً من الندوات والأنشطة التثقيفية، التي تهدف إلى توضيح عوامل الخطورة، مثل التغذية غير السليمة، السمنة، التاريخ العائلي، والتدخين.

تنوعت هذه الأنشطة بين المحاضرات وورش العمل العملية التي تعلّم النساء كيفية الفحص الذاتي، مما يعزز الوعي الصحي الشخصي ويمكّن المرأة من متابعة أي تغيير محتمل في جسدها بشكل مستمر.

أهمية التوعية المبكرة

تلعب التوعية المبكرة دوراً أساسياً في مكافحة سرطان الثدي. كلما تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى، زادت فرص الشفاء، حيث تصل نسبة الشفاء إلى حوالي 90% عند اكتشافه مبكراً.

الكشف المبكر يتضمن تعليم النساء كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي بانتظام، والتعرف على العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة، مثل كتلة غير طبيعية، أو تغير في شكل أو حجم الثدي، أو تغيرات في الجلد أو الحلمة.

وتساعد الحملات التوعوية في كسر الحواجز النفسية والمجتمعية التي قد تمنع بعض النساء من طلب الفحص أو الاستشارة الطبية. كما أن الحوارات المفتوحة والأنشطة التثقيفية حول المرض تسهم في تقليل الوصمة أو الخوف من التشخيص، وتشجع النساء على الاهتمام بصحتهن بشكل أكبر.

خدمات الكشف المبكر المجانية

وفي إطار تعزيز هذه الجهود، أعلنت مديرية صحة السويداء عن استمرار توفير خدمات الكشف المبكر عن سرطان الثدي مجاناً على مدار العام ضمن مشافيها ومراكزها الصحية، وذلك عبر فرق متخصصة تجوب المحافظة لتقديم الدعم والاستشارة للنساء في مناطقهن.

من الجدير بالذكر أن تعليم النساء كيفية الفحص الذاتي هو خطوة جوهرية في هذا النوع من الحملات، حيث يمكن للمرأة من خلال الفحص الذاتي اكتشاف أي تغييرات غير طبيعية في ثدييها مبكراً.

ومن ثم، يمكنها طلب المشورة الطبية في حال وجود أي شكوك. هذا الإجراء البسيط يمكن أن يكون له أثر كبير في تحسين فرص العلاج وزيادة نسب الشفاء.

وتشير مصادر طبية إلى أن أعراض سرطان الثدي التي يجب الانتباه إليها: كتلة أو سماكة في الثدي، تغير في حجم الثدي أو شكله، تغيرات في مظهر الجلد أو الحلمة، إفرازات غير طبيعية من الحلمة.

وتنوه المصادر إلى ضرورة التعامل السريع مع هذه الأعراض واللجوء إلى الاستشارة الطبية. فالكثير من حالات سرطان الثدي تبدأ بتلك التغيرات البسيطة التي قد لا تكون مؤلمة في البداية، مما يجعل الوعي واليقظة أمرين حاسمين.


شهر أكتوبر يمثل فرصة مهمة للتوعية والتثقيف بشأن سرطان الثدي، والحملات. الفحص المبكر والوعي الصحي هما المفتاح للحفاظ على حياة النساء، وكلما زاد الاهتمام بالكشف المبكر والتوعية العامة، زادت فرص النساء في تجاوز هذا المرض بأقل الأضرار.