على تخوم السويداء.. “جزيرة” معزولة عن العالم !

في أقصى الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة السويداء، وعلى مشارف بادية السويداء، تعيش اثنتا عشرة عائلة في حي معزول عن العالم منذ عدة سنوات، بلا شبكات كهرباء، ولا خدمات، ودون أي اهتمام من الدولة بأوضاعهم.

يبعد الحي حوالي 800 متر عن قرية الشعاب، ويضم اثني عشر منزلاً يعيش فيها نحو 60 شخصاً، ويعرف باسم “حارة الحريق”. ويربط الحي بالعالم الخارجي طريق ترابي يمتد إلى قرية الشعاب، لكنه يتعرض للتجريف بمياه الأمطار في فصل الشتاء، ما يجعل السكان – كما يتهكم أحدهم – بحاجة إلى قوارب للتنقل.

يعتمد معظم السكان هنا على تربية المواشي، ويواجهون صعوبات بالغة في الحصول على المياه والأعلاف بسبب تحول الطريق إلى ما يشبه النهر في الشتاء.

أما الطريق الرئيسي بين قرية الشعاب وريف السويداء الشرقي، فهو ليس في حال أفضل، ويبدو وكأنه نجى من الحرب العالمية الثانية، رغم أن أكثر من ألفي نسمة يعتمدون عليه في قرى الشعاب وأم شامة وفرزان، بالإضافة إلى أنه يخدم مخافر حرس الحدود. ومع ذلك، لم يتلقَّ السكان أي استجابة لمطالبهم بترميم الطريق.

استعانت السويداء 24 ببعض سكان المنطقة لتصوير الطرقات والأحياء، إذ إن الوصول إليها مغامرة بحد ذاته. تُظهر الصور طرقات تبدو كأنها من العصر الحجري، وبيوتاً متفرقة بين رمال البادية، بلا كهرباء، ولا شبكات اتصالات أو مياه.

يقول أحد السكان للسويداء 24 إن مطالبهم من الدولة بسيطة جداً، وهي توفير الخدمات الأساسية وتحسين الطرق. ويضيف أن معاناتهم تتفاقم مع تدهور الأوضاع المعيشية، لا سيما في الحي الذي يحتاج على الأقل إلى تعبيد الطريق الترابي الواصل إليه، ومد شبكة كهرباء.

ويتابع قائلاً: “لاحظنا اهتماماً من محافظ السويداء بالوفود التي تزوره من القرى لتحسين بعض الخدمات، لكننا لا نستطيع الوصول إليه لعرض معاناتنا، فنحن نعيش في جزيرة معزولة”.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، تبقى معاناة أهالي المنطقة نموذجاً لمعاناة الكثير من المجتمعات المعزولة والمهمشة. يواصل السكان التمسك بالأمل في أن يُستجاب لمطالبهم البسيطة، والتي لا تتعدى توفير الخدمات الأساسية التي تضمن لهم حياة كريمة.