شهدت محافظة السويداء يوماً سياسياً مزدحماً تمثل في انعقاد مؤتمرين لقوى المعارضة، أحدهما في ألمانيا والآخر في السويداء، طرحا رؤى متباينة حول مستقبل البلاد. ذلك فضلاً عن مؤتمرات لحزب البعث العربي الاشتراكي لتعزيز “الصمود والتصدي”.
البداية من مؤتمر “لقاء”، الذي عُقد في مطعم المضياف بمدينة السويداء، ودعا إلى “الديمقراطية والعلمانية واللامركزية السياسية”. جمع المؤتمر تيارات سياسية، منها: تيار سوريا الفيدرالي، تيار الحرية والسلام، منظمة لقاء جبل الريان، حركة التحرر الوطني، حركة النهضة الفكرية، وتجمع فرسان الجبل.
دعا المؤتمر إلى بناء سوريا على أساس الديمقراطية والعلمانية واللامركزية السياسية، معتبراً أن النظام المركزي هو السبب وراء الأزمات التي عاشتها البلاد لعقود. وخرج المجتمعون بمخرجات تدعو لتأسيس تحالف سياسي محلي وتشكيل لجان مختصة لمتابعة قرارات المؤتمر.
على الجانب الآخر، شاركت شخصيات من السويداء في مؤتمر “إعلان بروكسل”، المنعقد في مدينة دوسلدورف الألمانية، تحت شعار “لأجل سورية حرّة موحدة”، بمشاركة مئة شخصية، بينهم ممثلون من محافظة السويداء تواصلوا عبر الإنترنت.
ركز المؤتمر على “وحدة سوريا” واعتماد نظام ديمقراطي وطني، مع الدعوة إلى تطبيق القرار الأممي 2254. كما طرح فكرة تمثيل المحافظات السورية من خلال لجان منتخبة تدير شؤونها ضمن إطار وطني موحد.
بالمقابل، عقد حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم مؤتمرات في السويداء، ركز فيها على التصدي للهجمة “الشرسة” والعدوان “الصهيو أمريكي”، وتفعيل مهام الرفاق الحزبية الفكرية والثقافية لمواجهة آثار الحرب.
بين “سوريا الموحدة”، و”اللامركزية السياسية”، و”التصدي للهجمة الشرسة”، غاب عن المؤتمرات السياسية بعناوينها المتناقضة طرح الهموم اليومية للسكان، الذين لا تشغل بالهم إلا أزماتهم المتراكمة، من المياه إلى الكهرباء والمحروقات والغذاء والدواء.
هنا، لم يعد يهم الناس كيف يكون شكل الحكم، ولا تعنيهم الخطابات، ثورية كانت أم بعثية، فالجوع طرق الأبواب، والبطون الخاوية لا تملؤها الشعارات.