إجلاء مرتقب لألاف الطلاب من جامعة حلب

على وقع أصوات الانفجارات والقصف، يترقب آلاف الطلاب في جامعة حلب ساعات الصباح القادمة لإجلائهم إلى محافظاتهم ومناطقهم، وسط مخاوف من اتساع دائرة الصراع شمال البلاد بعد اقتراب المواجهات من الجهة الغربية لمدينة حلب.

دوي الانفجارات لا يتوقف منذ عدة ساعات، ووحدات السكن الجامعي تهتز من شدة الأصوات، كما يصف بعض الطلاب الذين تحدثت معهم السويداء 24. وعلى الرغم من أن جامعة حلب لا تزال بعيدة نسبياً عن مسرح المواجهات، فإن عملية إخلاء جماعي ستُجرى في الساعات القادمة للطلاب من مختلف المحافظات.

أحد الطلاب الجامعيين من أبناء السويداء قال إن الأصوات القوية تهز حلب بشكل مستمر. أطلعنا على مقطع فيديو يُسمع فيه دوي ضربات متتالية يبدو أنها من سلاح مدفعية، وفي مشهد آخر يظهر وهج صاروخ في السماء. ومع ذلك، لم تُسجل أي أحداث أمنية داخل الجامعة أو في محيطها حتى الآن.

وأضاف المصدر أن سماء المنطقة تحولت بين ليلة وضحاها إلى مسرح لهدير الطائرات الحربية وأصوات القذائف والصواريخ. “أتمنى أن تصل رسالتنا إلى المعنيين بأن طلاب السويداء يحتاجون إلى أكثر من ثلاث حافلات لإعادتهم إلى المحافظة”، وفق ما ورد في رسالته.

فيما ذكر طالب آخر أن آلاف الطلاب ينتظرون ساعات الصباح لمغادرة المدينة الجامعية “إلى حين عودة الاستقرار”. ويُسيطر الخوف على بعضهم من أن لا تكفي الحافلات ووسائل النقل لإجلائهم، أو من انقطاع الطريق البديل بعد انقطاع الطريق الرئيسي اليوم.

ويتواجد في المدينة الجامعية مئات الطلاب من محافظة السويداء، حيث تعتزم شركة الباشان إعادتهم إلى السويداء في رحلات جماعية صباح الجمعة. وفي الوقت نفسه، قررت جامعة حلب تأجيل برنامج المذاكرات والمقابلات الجامعية لعدة أيام خلال الأسبوع القادم.

“الخوف من المجهول على مستقبلنا الدراسي، ومن العودة إلى ظروف الحرب بعد سنوات من الاستقرار النسبي”، بهذه الكلمات وصفت طالبة مشاعرها والقلق الذي داهم طلاب الجامعة بشكل غير متوقع. وأضافت: “كابوس جديد من كوابيس الحرب، أتمنى أن ينتهي بسرعة وبسلام على الجميع”.