السويداء: اضطرابات أمنية متزايدة

توفي المواطن سفيان ثليج المفلح، أمس ليلة الخميس، متأثراً بجراح بالغة أصيب بها يوم الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لإطلاق نار في ظروف غامضة، فيما لا يزال شقيقه يتلقى العلاج من إصابته في الحادثة ذاتها.

ينحدر المفلح من عشائر قرية مياماس في ريف السويداء الجنوبي، وتضاربت الروايات حول موقع وظروف إصابته. تشير رواية إلى أنه أصيب في محيط مستودع مديرية الاتصالات بريف السويداء الغربي، خلال حالة من الفوضى رافقت عمليات نهب للمستودع.

بينما تفيد رواية أخرى بأنه تعرض مع شقيقه لإطلاق نار أثناء مرورهما على طريق المقوس شرقي مدينة السويداء على دراجة نارية، حيث كانت المنطقة تشهد إطلاق نار كثيف مرتبط بحادثة مستودعات مديرية الاتصالات.

كما أصيبت إمرأة وشاب في تلك الحوادث جراء إطلاق النار العشوائي الذي شهده حي المقوس، واستهدف بعض بيوت المدنيين.

سلسلة حوادث عنف متزامنة

شهد يوم الثلاثاء اضطرابات أمنية عديدة في السويداء، بدأت بعملية السطو المسلح التي نفذها مسلحون من جماعات محلية مسلحة متعددة على مستودع مديرية الاتصالات بريف السويداء الغربي.

وفي حادث منفصل في اليوم ذاته، أوقف جهاز الأمن العام في ريف درعا الشرقي شابين من محافظة السويداء، بعد ضبط صواريخ معدّة للتهريب بحوزتهما وفق الرواية المعلنة. ردّاً على ذلك، قام مسلحون مقربون من الشابين باختطاف 15 مدنياً من محافظتي درعا وريف دمشق على حواجز أقاموها بشكل عشوائي.

وبعد يومين من الاختطاف، أُفرج عن جميع المختطفين بوساطة مشايخ من السويداء ومن وجهاء العشائر. كما أطلق الأمن العام سراح أحد الشابين الموقوفين، وقال لوسطاء إن التحقيقات أكدت عدم تورطه في التهريب، فيما لا يزال الشاب الثاني موقوفاً.

فيما أفادت مصادر محلية للسويداء 24 أن عمليات الخطف ترافقت مع حالات سلب لأسلحة ودراجات نارية تعود لبعض المختطفين، وعمليات تعذيب، مما زاد التوتر في المنطقة.

نتيجة لذلك، احتجز مسلحون على طريق دمشق السويداء عدة سيارات لمدنيين من السويداء بشكل عشوائي اليوم الجمعة، وأرسلوا تسجيلات صوتية مطالبين باستعادة الأسلحة والدراجات المسلوبة، مقابل الإفراج عن السيارات.

تفاقم الأوضاع الأمنية خلال الأيام الأخيرة، تأتي وسط مخاوف من اندلاع موجات أوسع من العنف في ظل تصاعد التوترات المجتمعية. هذا الواقع يفرض ضرورة تكثيف الجهود المحلية من مختلف الجهات الفاعلة في السويداء، سعياً إلى الحد من التصعيد وإيجاد حلول مستدامة للأزمة الأمنية المتفاقمة.