نفذ تنظيم داعش هجمات متفرقة على محافظة السويداء، صباح اليوم الأربعاء 25-7-2018، مما أدى لمواجهات مع أهالي المحافظة هي الأعنف منذ سبعة سنوات.
البداية من مدينة السويداء، حيث دخل مسلحون من تنظيم داعش إلى المدينة بين الساعة الخامسة والسادسة فجراً، مستقلين دراجات نارية، علماً أن بادية السويداء معقل داعش تبعد عن المدينة حوالي 40 كم، حيث أطلق بعضهم النار بشكل عشوائي على المدنيين، ثم فجر أربعة منهم أنفسهم بالأحزمة الناسفة في سوق الخضار، وقرب دوار المشنقة، ودوار النجمة، وحي المسلخ، وهي مناطق حيوية ولا وجود سوا للمدنيين فيها.
بينما طارد مواطنون من المحافظة بعض الانتحاريين، وقام أحدهم بتفجير نفسه في مبنى قيد الإنشاء بعد حصاره، حيث أدت عمليات التنظيم لارتقاء حوالي خمسين مواطن في مدينة السويداء، إضافة لعشرات الجرحى.
وفي ريف السويداء الشرقي الذي شهد أعنف المواجهات، نفذ عناصر تنظيم داعش هجمات انغماسية على ثمانية قرى متاخمة لبادية السويداء هي “دوما” و”تيما” و”طربا” و”الكسيب” و”رامي” و”غيضة حمايل” و”الشبكي” و”الشريحي”، حوالي الساعة الرابعة والنصف فجراً، انقسم خلاله عناصر التنظيم إلى مجموعات تضم كل واحدة منها بين ثلاثين لحد الخمسين عنصر، مزودين ببنادق آلية ورشاشات وأحزمة ناسفة، فضلاً عن مجموعات أخرى مزودة بالقناصات ومدافع الهاون، نشرهم التنظيم على أطراف بعض القرى.
وقال مراسل السويداء 24، أن عناصر التنظيم هاجموا نقطة للفصائل المحلية في تل “الهش” الواقع شرقي قرية “دوما” وقتلوا عناصر الحماية المتواجدة فيها، بالتزامن مع هجوم مجموعة اخرى على منازل المدنيين في قرية دوما، حيث دارت اشتباكات داخلها أدت لاستشهاد عدد من المدنيين، ثم تمكن ابناء القرية من طرد مسلحي داعش وقتل أربعة منهم على أقل تقدير.
قرية “تيما” المتاخمة لدوما، تسلل عناصر داعش لداخلها، لكن أبناء القرية تصدوا لهم واشتبكوا معهم، ثم طردوهم بعد أن اوقعوا قتلى بينهم، فيما لم يرتقي أي شهيد داخل هذه القرية، بينما تعرضت قرية “الكسيب” لهجوم مماثل، وتصدى لهم أبناء القرية الذين ارتقى منهم ثلاثة شهداء، بينما قتلوا عدة مسلحين من التنظيم.
وفي قرية “طربا” هاجم مسلحوا التنظيم نقطة تل “البصير” للفصائل المحلية، حيث دارت اشتباكات بينهم وبين عناصر الحماية في النقطة، وحاولوا الوصول لإطراف طربا، إلا أن أبناء القرية تمكنوا من دحرهم وقتل اكثر من ستة مقاتلين منهم، بينما سقط أربعة شهداء من أبناء القرية.
أما قرية “غيضة حمايل”، هاجمها مقاتلوا التنظيم بعد ان تسللوا بين منازلها، ودارت اشتباكات عنيفة داخل القرية استشهد خلالها ثمانية مدنيين، معظمهم قتلهم عناصر داعش داخل منازلهم، فيما تمكن ابناء القرية والفصائل المحلية المؤازرة من طرد عناصر التنظيم، بعد مواجهات استمرت لأكثر من أربعة ساعات داخل القرية وعلى أطرافها، قتل خلالها خمسة عشر عنصر لداعش.
وهاجم مسلحو التنظيم قرية “رامي” المجاورة لغيضة حمايل، في ساعات الفجر أيضاً، حيث اقتحموا منازل المدنيين في الجزء الشرقي منها، وقتلوا عدة مواطنين بينهم نساء وأطفال، حيث بلغت حصيلة الشهداء من قرية “رامي” 21 شخص على أقل تقدير، إلا ان القرية شهدت مقاومة شرسة من قبل ابنائها والمؤزرات التي وصلتهم من محافظة السويداء، حيث دارت اشتباكات استمرت لنحو ساعتين، وانتهت بهروب مقاتلي التنظيم بعد مقتل ستة عشر عنصر منهم داخل القرية.
وفي “الشبكي” و”الشريحي”، تسلل عناصر التنظيم إلى القريتين خلال ساعات الفجر، وأقدموا على اقتحام بيوت المواطنين وقتل أكثر من ثلاثين مواطن، وأسروا اكثر من عشرة مدنيين بينهم نساء وأطفال، ثم اندلعت اشتباكات وصفت بالأعنف داخل القريتين، بين مسلحي التنظيم وأبناء المنطقة، تزمناً مع وصول الفصائل المحلية من مختلف أرجاء المحافظة، التي تمكنت من طرد مسلحي التنظيم وقتل العديد منهم خلال ساعات الظهيرة، لتتجدد الاشتباكات على اطراف الشبكي خلال ساعات المساء، حيث لا تزال الأوضاع متوتر في هذا المحور حتى لحظة إعداد التقرير.
ريف السويداء الشمالي شهد تسلل لمقاتلي التنظيم من منطقة “اللجاة” المشمولة بالتسوية مع الحكومة السورية، إلى قريتي “المتونة” و”السويمرة” تحديداً، قتلوا خلال هجومهم ستة مدنيين، لكن أبناء المنطقة تمكنوا من طردهم وقتل اثنين منهم.
وشاركت فصائل رديفة ومحلية من أبناء محافظة السويداء وبلدات جبل الشيخ وجرمانا في التصدي لهجمات التنظيم، فيما نفذ الطيران الحربي غارات جوية على خطوط الاشتباكات، لم تكن ذات فعالية عالية، كما وصلت مؤزرات من بعض أجهزة الأمن والمخابرات، دون وصول اي تعزيزات عسكرية بأسلحة فعالة إلى المنطقة، مما أدى لحالة استياء بين المواطنين.
يذكر حصيلة الشهداء الذين وصلوا لمستشفى السويداء الوطني، بلغت حتى اللحظة أكثر من 200 مواطن غالبيتهم من المدنيين وفصائل السويداء المحلية، بالإضافة لحوالي 200 جريح، بينما وثقت السويداء 24 بالصور 41 جثة لقتلى تنظيم داعش في شوارع قرى الريف الشرقي، كما أن التنظيم سحب عشرات الجثث لمقاتليه أيضاً خلال المواجهات.