شهر تموز 2018 الأكثر دموية في السويداء منذ بداية الحرب

رصدت السويداء 24 مقتل 378 شخص وإصابة 304 أخرين، خلال شهر تموز الفائت، إثر حوادث عنف منفصلة شهدتها محافظة السويداء، في الشهر الأكثر دموية فيها منذ بداية الحرب في سوريا.

 

حصيلة العنف في شهر تموز 2018.

 

وكانت النسبة الأعلى من القتلى في صفوف المدنيين، حيث وثقت السويداء 24 مقتل 190 مدني، استشهد 176 منهم إثر هجمات تنظيم داعش على المحافظة، فيما قتل 7 مدنيين إثر جرائم جنائية، و 3 مدنيين في ظروف غامضة على يد مجهولين، ومدني واحد قتل أثناء اعتقال الخابرات السورية له بتهم سياسية، إضافة لانتحار 3 مدنيين.

ومن الفصائل المحلية التي يتكون عناصرها من المدنيين في محافظة السويداء الذين حملوا السلاح للحماية الذاتية، رصدت السويداء 24 مقتل 99 عنصراً، استشهد 89 منهم خلال التصدي لتنظيم داعش، في حين قتل 5 عناصر من جيش التحرير الفلسطيني في مواجهات مع داعش شرق السويداء.

ومن تنظيم داعش وثقت السويداء 24 مقتل 84 عنصر، 83 منهم قتلوا خلال تصدي فصائل السويداء المحلية للتنظيم في السويداء، وعنصر واحد قتل خلال مواجهات مع الجيش السوري في منطقة الزلف.

بداية أحداث العنف في تموز كانت يوم الخميس 5-7-2018 حيث أصيب ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة إثر اشتباك مسلح اندلع بين عشيرة الغياث من طرف وعشيرة الكنيهر من طرف أخر في بادية السويداء قرب منطقة الشعاب, وذلك إثر خلافات مالية, أما يوم الجمعة 6-7-2018 قُتل عنصرين من جيش التحرير الفلسطيني خلال مواجهات مع تنظيم داعش شرقي محافظة السويداء, وهم “احمد محمد ابراهيم” و”انور نايف الخطيب”, حيث كانوا يحاولون التقدم رفقة الجيش السوري على بعض التلال الصغيرة بين “دكوة” و”العاجر” في البادية, يوم الأحد 8-7-2018 علم ذوي المواطن “إيهاب طلال ابو صعب” من بلدة القريا جنوب السويداء بوفاته تحت التعذيب في فرع المخابرات العسكرية بعد مرور خمسة سنوات على اعتقاله بتهم سياسية, حيث تبين انه متوفى منذ عام 2014, ولم تستلم عائلته جثمانه, وفي سياق منفصل يوم الأحد 9-7-2018 قتل ثلاثة أشقاء هم “ريمون وسيمون وزيدان أبو حمرة” إثر اشتباك مسلح مع أفراد من عائلة أخرى على خلفية سيارة “تعفيش”.

يوم الثلاثاء 10-7-2018 توفي المواطن “سعيد توفيق قطيش” إثر إصابته بطلق ناري داخل منزله يوم الثلاثاء 10-7-2018 في مدينة السويداء, وقال أقاربه أنه كان ينظف مسدسه الشخصي وأصاب نفسه بالخطأ, أما يوم الأربعاء 11-7-2018 عثرت الجهات الأمنية على جثة المواطن “نواف جدعان الحجلي” مقتولاً على أحد الطرقات غربي بلدة نجران في ريف السويداء, وذلك بعد أن اعترف المتهمين بخطفه وقتله الذين قبض عليهم قبل أيام, وخلال اليوم ذاته قُتل المواطن وائل حسن ناصر الدين بطلق ناري مصدره ابنه البالغ من العمر ١٧ عام حيث تضارب الروايات حول سبب الجريمة بين المقصودة أو غير المقصودة, أما فجر الخميس 12-7-2018 عثر على جثة العنصر “عامر طلال فرج” مقتولاً أثناء نوبة حرس في مركز الدفاع الوطني في مدينة السويداء وسط ظروف غامضة, وقال عناصر المركز أنه أخطأ باستخدام السلاح, وخلال يوم الجمعة 13-7-2018 قتل عنصر من تنظيم داعش أثناء مواجهات مع الجيش السوري في منطقة الزلف شرقي محافظة السويداء.

يوم الأحد 15-7-2018 قتل ضابط وعنصرين من جيش التحرير الفلسطيني إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها تنظيم داعش, في بادية السويداء, أما يوم الأربعاء 18-7-2018 أصيب المواطن “أدهم رضوان” بطلق ناري أمام مستشفى العناية الخاص في مدينة السويداء مصدره شاب أخر نتيجة خلاف مجهول الأسباب, حيث نقل “رضوان” للمستشفى وتلقى العلاج, وفي مساء يوم الأربعاء ذاته اندلعت مواجهات بين تنظيم الدولة والجيش السوري على طريق العورة في بادية السويداء بالأسلحة المتوسطة, دون وقوع خسائر بشرية, وفي صباح الخميس 19-7-2018, قتل الشابين “غسان أيوب” و”سلمان الجرماني” قرب بلدة قنوات في ريف السويداء وسط ظروف غامضة, فيما قبض أهالي البلدة على شخص اعترف بقتلهم نتيجة خلاف كان بينهم على سيارة مسروقة, اما صباح الجمعة 20-7-2018 قتل خمسة عناصر فصائل رديفة من أبناء السويداء, من قبل مسلحين من عشائر منطقة اللجاة بعد اتهامهم بسرقة ممتلكات المواطنين في منطقة “مسيكة” بريف درعا وهم كل من “لورنس علي مرشد” و “ميسر لورنس مرشد” و “سند احمد مرشد” من قرية حران شمال غرب السويداء, بالإضافة لمجدي سمير سمور و “يامن هايل الريشاني” من مدينة صلخد, اما يوم الأحد 22-7-2018 قتل المواطن “وسام حسن حمزة” من ابناء السويداء إثر طلق ناري مصدره بندقية صيد, فيما قال أقاربه أنه أخطأ باستخدام السلاح.

وكان اليوم الأكثر دموية في محافظة السويداء خلال الحرب صباح الأربعاء 25-7-2018، حيث نفذ تنظيم داعش هجمات متفرقة على محافظة السويداء مما أدى لمواجهات مع أهالي السويداء، كانت البداية من مدينة السويداء التي دخلها مسلحو داعش بين الساعة الخامسة والسادسة فجراً، مستقلين دراجات نارية، علماً أن بادية السويداء معقل داعش تبعد عن المدينة حوالي 40 كم، حيث أطلق بعضهم النار بشكل عشوائي على المدنيين، ثم فجر أربعة منهم أنفسهم بالأحزمة الناسفة في سوق الخضار، وقرب دوار المشنقة، ودوار النجمة، وحي المسلخ، وهي مناطق حيوية ولا وجود سوا للمدنيين فيها، بينما طارد مواطنون من المحافظة بعض الانتحاريين، وقام أحدهم بتفجير نفسه في مبنى قيد الإنشاء بعد حصاره، حيث أدت عمليات التنظيم لارتقاء حوالي خمسين مواطن في مدينة السويداء، إضافة لعشرات الجرحى، وفي ريف السويداء الشرقي الذي شهد أعنف المواجهات، نفذ عناصر تنظيم داعش هجمات انغماسية على ثمانية قرى متاخمة لبادية السويداء هي “دوما” و”تيما” و”طربا” و”الكسيب” و”رامي” و”غيضة حمايل” و”الشبكي” و”الشريحي”، حوالي الساعة الرابعة والنصف فجراً، انقسم خلاله عناصر التنظيم إلى مجموعات تضم كل واحدة منها بين ثلاثين لحد الخمسين عنصر، مزودين ببنادق آلية ورشاشات وأحزمة ناسفة، فضلاً عن مجموعات أخرى مزودة بالقناصات ومدافع الهاون، نشرهم التنظيم على أطراف بعض القرى، حيث أن عناصر داعش هاجموا نقطة للفصائل المحلية في تل “الهش” الواقع شرقي قرية “دوما” وقتلوا عناصر الحماية المتواجدة فيها، بالتزامن مع هجوم مجموعة اخرى على منازل المدنيين في قرية دوما، دارت خلالها اشتباكات أدت لاستشهاد عدة المدنيين، ثم تمكن ابناء القرية من طرد مسلحي داعش وقتل أربعة منهم على أقل تقدير، قرية “تيما” المتاخمة لدوما، تسلل عناصر داعش لداخلها، لكن أبناء القرية تصدوا لهم واشتبكوا معهم، ثم طردوهم بعد أن اوقعوا قتلى بينهم، فيما لم يرتقي أي شهيد داخل هذه القرية، بينما تعرضت قرية “الكسيب” لهجوم مماثل، وتصدى لهم أبناء القرية الذين ارتقى منهم ثلاثة شهداء، بينما قتلوا عدة مسلحين من التنظيم، وفي قريتي “طربا” و”الكسيب” هاجم مسلحو التنظيم نقطتين للفصائل المحلية، حيث دارت اشتباكات بينهم وبين عناصر الحماية حاول الدواعش خلالها الوصول لإطراف طربا والكسيب، إلا أن أبناء القريتين تمكنوا من دحرهم وقتل اكثر من عشرة مقاتلين منهم، بينما سقط أربعة شهداء من أبناء طربا، وثلاثة شهداء من قرية الكسيب، أما قرية “غيضة حمايل”، هاجمها مقاتلوا التنظيم بعد ان تسللوا بين منازلها، ودارت اشتباكات عنيفة داخل القرية استشهد خلالها ستة مدنيين، معظمهم قتلهم عناصر داعش داخل منازلهم، فيما تمكن ابناء القرية والفصائل المحلية المؤازرة من طرد عناصر التنظيم، بعد مواجهات استمرت لأكثر من أربعة ساعات داخل القرية وعلى أطرافها قتل خلالها خمسة عشر عنصر لداعش، وهاجم مسلحو التنظيم قرية “رامي” المجاورة لغيضة حمايل في ساعات الفجر أيضاً، حيث اقتحموا منازل المدنيين في الجزء الشرقي منها، وقتلوا اكثر من عشرين مواطن بينهم نساء وأطفال، إلا أن القرية شهدت مقاومة شرسة من قبل ابنائها والمؤزرات التي وصلتهم من محافظة السويداء، حيث دارت اشتباكات استمرت لنحو ساعتين، وانتهت بهروب مقاتلي التنظيم بعد مقتل ستة عشر عنصر منهم داخل القرية، وفي “الشبكي” و”الشريحي”، تسلل عناصر التنظيم إلى القريتين خلال ساعات الفجر، وأقدموا على اقتحام بيوت المواطنين وقتل أكثر من 90 مواطن في القريتين، وأسروا 34 من مدنيين نساء وأطفال، ثم اندلعت اشتباكات وصفت بالأعنف داخل القريتين، بين مسلحي التنظيم وأبناء المنطقة، تزمناً مع وصول الفصائل المحلية من مختلف أرجاء المحافظة، التي تمكنت من طرد مسلحي التنظيم وقتل العشرات منهم خلال ساعات الظهيرة، أما ريف السويداء الشمالي شهد تسلل لمقاتلي التنظيم من منطقة “اللجاة” المشمولة بالتسوية مع الحكومة السورية، إلى قريتي “المتونة” و”السويمرة” تحديداً، قتلوا خلال هجومهم ستة مدنيين، لكن أبناء المنطقة تمكنوا من طردهم وقتل اثنين منهم.

في يوم الأربعاء ذاته، نشر تنظيم داعش صور لعملية إعدام بحق أربعة أشخاص قال أنهم من الجيش السوري والمواليين له في بادية السويداء، واطلعت السويداء 24 على الصور التي نشرها التنظيم وتوضح تنفيذ أربعة مجرمين من مقاتلي داعش عملية الأعدام بحق أربعة أشخاص لم يذكر التنظيم أسمائهم، وأكد مصدر للسويداء 24 في بلدة طربا شرق السويداء، أن اثنين من الشهداء الأربعة الذين ظهروا في الصور، هم الشهداء المدنيين “بسام الغوطاني” و”سهيل سلام”، والذين اختطفهم التنظيم شرقي قرية طربا قبل أربعة أشهر، فيما لم تعرف هوية الشابين الأخرين الذين ظهروا في عملية الأعدام، لكن مصادر محلية رجحت أن يكونو من عناصر الجيش السوري الذين أسرهم تنظيم داعش في معارك بادية السويداء خلال حزيران الفائت، قبل انسحاب الجيش السوري من المنطقة،

المواجهات مع داعش شاركت فيها فصائل رديفة ومحلية من أبناء محافظة السويداء وبلدات جبل الشيخ وجرمانا خلال التصدي لهجمات التنظيم، فيما نفذ الطيران الحربي غارات جوية على خطوط الاشتباكات، بينما وثقت السويداء 24 بالصور 41 جثة لقتلى تنظيم داعش في شوارع قرى الريف الشرقي، كما أن التنظيم سحب عشرات الجثث لمقاتليه أيضاً خلال المواجهات، في حين وصلت 83 جثة لمستشفى السويداء الوطني من قتلى داعش حسب تأكيدات مصادر طبية،

ووثقت السويداء 24 استشهاد 265 شخص من أبناء محافظة السويداء بينهم 89 عنصر مقاتل من فصائل السويداء المحلية، و176 مدني غالبيتهم أطفال ونساء وشيوخ خلال يوم الأربعاء، خلال هجمات.

 

حصيلة هجمات داعش على السويداء 25-7-2018.

فجر يوم الخميس 26-7-2018 توفي المواطنين “نورس الحجلي” و”مجد بشنق”، في مدينة السويداء نتيجة استشباه حاجز للمجموعات الشعبية قرب دوار النجمة بهم وعدم توقفهم حيث أطلقوا النار عليهم، مما أدى لوفاتهم، وفي بقية أرجاء المحافظة ساد هدوء حذر وسط استنفار شديد من الفصائل المحلية في كافة أرجاء محافظة السويداء والبداية من قرية الشبكي شرق المحافظة، حيث عثرت الفصائل المحلية في السويداء على ثلاثة سيدات من المفقودين على قيد الحياة تمكنوا الهروب من الأسر، بالإضافة لجثث مسلحين من تنظيم داعش أثناء تمشيط الأراضي المحيطة بالقرية، كما أن الفصائل عثرت على جثمان سيدة مصابة بطلق ناري في الرأس شرقي القرية قتلها مسلحو داعش، وسيدة كبيرة بالسن متوفية، أما بقية أرجاء محافظة السويداء، شهدت الخميس انتشاراً واسعاً للفصائل المحلية من أبناء السويداء، وسط وصول تعزيزات عسكرية من الجيش السوري إلى بعض المحاور في ريف المحافظة،بينما نفذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق سيطرة تنظيم داعش في بادية السويداء الخميس، تزامناً مع رصد تحركات للتنظيم في بعض أرجاء البادية، وفي فجر الخميس ،

يوم الجمعة 27-7-2018 سقطت قذائف هاون على قرية الشبكي شرق السويداء مصدرها تنظيم داعش تزامناً مع رشقات نارية متقطعة في المحور الشرقي استهدفت القرية دون اضرار تذكر فيما اندلعت اشتباكات بالرشاشات المتوسطة بين الجيش السوري والتنظيم قرب منطقة “العورة”، واستمرت نحو نصف ساعة بعد رصد مصدر من الفصائل المحلية تحركات للتنظيم في قرى بارك والرضيمة الشرقية كما استهدف الجيش السوري في هذه الأثناء بضربات المدفعية الثقيلة، مناطق تواجد مسلحي التنظيم في “الكراع”، بينما استهدف الطيران الحربي بضربات مكثفة منطقة اللجاة، على بعد 3 كم غربي منطقة “اللوا” شمال المحافظة.

الأحد 28-7-2018 ارتقى أربعة عناصر من الفصائل المحلية في السويداء، إثر اشتباك مسلح اندلع نتيجة سوء التنسيق على طريق ظهر الجبل شرقي مدينة السويداء حيث أن كل من العناصر “عمر زين الدين” و”عميد زين الدين” و”عصام عزقول” و”منير بلان” ارتقوا متأثرين بجراح أصيبوا فيها إثر اشتباك بين الفصائل المحلية فيما بينها على طريق ظهر الجبل، نتيجة غياب التنسيق، فضلاً عن إصابة أربعة أخرين، وخلال ساعات فجر الأحد أيضا، ارتقى مواطن وأصيب اثنين أخرين بجروح متفاوتة بعد إصابتهم بطلق ناري في مدينة السويداء، حيث أن الشاب “عمر بدران” ذو السبعة عشر ربيعا فارق الحياة فجر اليوم الأحد متأثرا بجراحه التي أصيب فيها بعد تعرضه لطلق ناري مصدره بندقية صيد من مسافة قريبة ليلا أثناء تواجده في حي مساكن القلعة، وقالت عائلته أن الحادثة بالخطأ.

يذكر أن السويداء 24 رصدت مقتل 82 شخصاً في محافظة السويداء خلال شهر حزيران الفائت, بينهم تسعة مدنيين واثنين وخمسين بين ضباط وعناصر من الجيش السوري, إضافة لثمانية عشر قتيلاً من تنظيم داعش المدرج على لائحة الإرهاب, وثلاثة قتلى من المعارضة المسلحة.

 

 

خاص السويداء 24.