رفضت حركة رجال الكرامة في السويداء مقترحات روسية بنقل عشائر من بادية المحافظة إلى درعا، وعقد أجتماعات أو لقاءات مع أي جهة حتى عودة مختطفي السويداء لدى تنظيم داعش.
وقال مراسل السويداء 24 في الريف الجنوبي، أن وفد من الجيش الروسي وصل إلى قرية “شنيرة” لزيارة منزل قائد حركة رجال الكرامة الشيخ “يحيى الحجار” يوم أمس السبت 12-8-2018.
مصدر في الحركة ذكر للسويداء 24، أن الوفد الروسي كان في مدينة السويداء في اجتماع مع وجهاء المحافظة خلال ساعات الظهيرة، وطلب الوفد خلال الاجتماع اللقاء بقائد الحركة الذي يرفض حضور أي اجتماع حتى عودة مختطفي المحافظة.
موضحاً أن الوفد الروسي أصر على لقاء قائد الحركة، واتصل المرافق للوفد “عماد العقباني” بالشيخ “الحجار” وأبلغه أن الوفد الروسي يرغب زيارته في منزله، حيث رد الشيخ أن “أهالي الجبل بيوتهم مفتوحة للضيوف”.
وأكمل أن الوفد وصل بحدود الساعة السابعة مساء إلى منزل الشيخ “الحجار” في قرية شنيرة، وعقد اجتماع دام حوالي ساعتين قدم فيه الجانب الروسي عدة مقترحات، رفضت من جانب قائد رجال الكرامة.
مشيراً إلى أن الروس طالبوا موافقة الحركة على نقل 2000 مواطن من عشائر البادية العالقين في أطراف بادية السويداء إلى محافظة درعا مراعاة لظروفهم الإنسانية السيئة حسب وصفهم، إلا أن قائد الحركة رفض المقترح بشدة معتبراً أن قضية مختطفي السويداء لدى تنظيم داعش هي الأولوية في الوقت الحالي.
واستطرد أن الشيخ رفض المقترح تخوفاً من نقل أشخاص من العشائر متعاملين مع داعش ومتورطين في هجمات التنظيم الأخيرة، وبالتالي نجاتهم من المحاسبة، مشدداً على أن قضية النساء والأطفال المختطفين لدى الإرهابيين هي القضية الأهم بالنسبة لرجال الكرامة، ويجب أن تكون الأولوية لدى جميع الأطراف التي تحارب الإرهاب.
الوفد دعا الشيخ “الحجار” لحضور اجتماع سيعقد لاحقاً في دمشق مع مسؤولين من موسكو، وسيحضره وجهاء ورجال دين ومسؤولين من المنطقة الجنوبية في سوريا، إلا أن قائد رجال الكرامة رد “لن نحضر أي اجتماعات ولن نعقد لقاءات في أي مكان حتى تحرير مختطفينا”، “عرضنا أغلى ما نملك وهو الشيء الوحيد الذي يشغلنا في الوقت الحالي”.
وحول قضية المختطفين وهجمات داعش الأخيرة في تموز، حمل مصدر في قيادة الحركة مسؤولية التقصير للحكومة السورية، نتيجة نقلها أكثر من ألف “داعشي” من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء في شهر أيار، دون توفير أي وسائل حماية للمواطنين في الريف الشرقي، فضلاً عن خطوات أخرى اتخذتها قبل الهجوم وصفها المصدر بالمثيرة للريبة.
وشدد على أن “الحكومة السورية يجب أن تتحمل مسؤوليتها تجاه المواطنين وحمايتهم والعمل على إطلاق سراح المختطفين بأسرع وقت ممكن، فهذه واجباتها، وتكرار التقصير غير مسموح، فالمحافظة لم تشهد أي تمرد مسلح ضد الحكومة كما حصل في بقية المناطق”.
وأفصح أن الحركة متمسكة بالخط الوطني بعيداً عن الطائفية وأي مشروع تقسيمي للبلد، وكان موقفها صارماً في محاربة أي فكر متطرف وإرهابي يسعى للمساس بمحافظة السويداء التي أجبرت أبنائها ظروف الحرب الراهنة على عدم الانخراط في الحرب الأهلية والالتزام بمبدأ الحماية الذاتية.
يذكر أن حركة رجال الكرامة تعتبر أكبر الفصائل المحلية على ساحة محافظة السويداء، تشكلت قبل أربعة سنوات وتبنت موقف الحياد من الصراع الدائر في سوريا، أخذة على عاتقها حماية أبناء المحافظة من أي اعتداء يطالهم، حيث شاركت في التصدي لهجمات التنظيمات الإرهابية على المحافظة خلال الأعوام السابقة، ومنعت التجنيد الإجباري من مبدأ أن من يريد الخدمة طوعاً فهذا شأنه.