وقف إطلاق النار يدخل يومه الثاني في بادية السويداء

دخل اتفاق وقف اطلاق النار بين الجيش السوري وحلفائه من طرف، وتنظيم داعش الإرهابي من طرف أخر، في منطقة الصفا، يومه الثاني على التوالي، وسط خروقات محدودة على بعض المحاور.

مراسل السويداء 24 قال أن غالبية المحاور تشهد في الأيام الماضية هدوء غير مسبوق منذ بداية العملية العسكرية في بادية السويداء قبل شهرين، فيما ترد مدفعية الجيش على أي مصدر نيران من جانب التنظيم يخرق وقف إطلاق النار.

وذكر مصدر عسكري للسويداء 24، أن وقف إطلاق النار في منطقة الصفا الذي جاء بطلب روسي، لا يزال قائماً حتى اليوم الخميس 18-10-2018، تزامناً مع استقدام الجيش السوري تعزيزات جديدة في الساعات الماضية.

روايات متضاربة للأسباب التي تقف وراء وقف إطلاق النار الذي لم تعلنه بشكل رسمي أطراف الصراع في المنطقة، استبعدت المصادر منها شائعة انسحاب الجيش السوري من المنطقة بعد وقف إطلاق النار، حيث لا يزال الجيش محافظاً على نقاط سيطرته ويستقدم تعزيزات جديدة.

مصدر من الفيلق الخامس “فصائل المعارضة سابقاً” تحدث للسويداء 24 أن روسيا توصلت لاتفاق مع تنظيم داعش، يقضي بانسحاب الأخير خلال الأيام القادمة من الصفا إلى منطقة أخرى مرجحاً أنها في ريف دير الزور.

من جانب أخر أشار مصدر من الفرقة الأولى في الجيش السوري للسويداء 24، أن اتفاق وقف إطلاق النار مؤقت لحين اتمام صفقة تبادل أسرى من التنظيم الإرهابي، الأمر الذي تحدثت عنه وكالة “سبوتنيك الروسية”، ونقلت عن مصدر أمني سوري أنه ينص على إطلاق سراح 6 مختطفات من السويداء مقابل 17 معتقل من داعش.

لكن الغموض بات يسود الموقف في بادية السويداء بعد أيام من وصول الفيلق الخامس في درعا إلى المنطقة برفقة قوات روسية، في ظل غياب التصريحات الرسمية، وعدم إفصاح الجانب الروسي عن السبب الحقيقي لوقف إطلاق النار.

وحذر مصدر من الدفاع الوطني وهو أبرز فصائل السويداء المشاركة في معارك البادية في حديث للسويداء 24، من تحركات ترصد بين الحين والأخر لمسلحي داعش في مناطق “الكراع – والطمثونة – وسطح نملة” المتاخمة لريف السويداء الشمالي الشرقي.

مضيفاً أن خلايا التنظيم جددت نشاطها في المناطق المذكورة مما يشكل خطراً على خاصرة المحافظة الشرقية، وأوضح أن الجيش السوري تجاوز هذه المناطق في شهر أب الماضي، ولم تحدث فيها مقاومة فعلية من المسلحين، لكن المساحات الشاسعة في البادية تجعل التثبيت في كافة مناطقها أمر مستحيلاً، حسب وصفه.

يذكر أن تنظيم داعش باغت السويداء بسلسة هجمات متزامنة هي الأعنف على المحافظة خلال الحرب السورية، أواخر شهر تموز الفائت انطلاقاً من معاقله في بادية السويداء، لكن أهالي المحافظة استرجعوا جميع المناطق التي دخلها التنظيم خلال ساعات، إلا أن الإرهابيين تمكنوا من اختطاف عشرات الأطفال والنساء من قرية “الشبكي”.