ردّت إدارة مجمّع الوئام الطّبي على رواية مواطن من السويداء اتهم فيها المخبر التابع للمجمّع بارتكاب خطأ طبي بحق نجله.
وقالت إدارة المجمّع للسويداء 24 أنّ المواطن “ش.ع” راجع مخبر الوئام الطبي لإجراء تحاليل مخبرية لابنه “ع.ش.ع” فعليّاً يوم 10/11/2018.
مردفة أنّ تحاليل المخبر بيّنت ارتفاع عدد الكريات البيض لنحو 17600 كُريّه وهي قيمة مرتفعة حيث يبلغ الحد الأعلى الطبيعي بحسب المخبر 10200 كُرَيّه، وارتفاع البروتين الارتكاسي CRP والمرمّز بالرمز C اختصاراً إلى قيمة عالية جداً قدرها 435 بالمقارنة مع الحد الأعلى الطبيعي وهو 5.
وبيّنت أنّ التحاليل هنا تشير إلى حالة التهابية شديدة عند المريض ولا علاقة لها بمرض السرطان وإنّما يأتي ارتفاع البروتين الارتكاسي نتيجة ارتفاع القيمة الجرثومية في الجسم.
مضيفة أنّ ارتفاع CRP الشديد دعا الطبيبة المشرفة على التحليل للتحقق منه وإعادته 3 مرات إلّا أنّ القيم ظهرت متطابقة ففكّرت الطبيبة باللجوء إلى تحليل آخر غير مدرج بالتحاليل المطلوبة وهو سرعة التثفل ولكن كمية الدم المتبقية من العينة كانت قليلة فحالت دون ذلك.
وأكملت أنّ الطبيبة قررت حينها تسليم النتائج كما هي بدافع أنّه تم التحقق منها عدّة مرات وهي تدل على حالة التهابية أيضاً، وعند تسليم النتيجة تم اكتشاف خطأ تحريري باسم الطفل حيث استُبدلت الكنية بكنية مريض آخر مجاور له بالسجل عن طريق الخطأ مبيّنة أنّ هذا خطأ بشري وأنّ تحليل المريض الآخر هو تعداد الكريات البيض دون CRP.
لافتة إلى أنّ والد الطفل انتبه للخطأ التحريري فور تسليمه النتيجة وتمّ تصحيح الكنية دون إعادة النظر في التحاليل نظراً لثقة الموظفة أنّ النتائج تعود للطفل حيث تم الوقوف عندها وإعادتها أكثر من مرة قبل تسليمه إيّاها.
وأوضحت أنّ الأب راجع الطبيب مع طفله وعرض عليه التحاليل فعليّاً حيث قيّمها تقييم محق بأنّها تخص مريض آخر فحالة الطفل السريرية لا تتماشى مع شدة الحالة الالتهابية التي تظهرها التحاليل مما دفع الطبيب لطلب إعادتها.
موضحة أنّ والد الطفل اصطحبه إلى مخبر آخر حيث أعاد فحص CRP ليظهر نتيجة 16.3 وهي قيمة مرتفعة باعتدال وتتماشى مع حالة التهابية أيضاً، ولكن والد الطفل قرر مراجعة المخبر مشككاً وتمّ التأكيد له بإعادة التحليل ثلاث مرات للتحقق منه، فشكّك بأن يكون هناك خلط بينه وبين تحاليل مريض آخر فقامت الموظفة بإطلاعه على سجل المخبر ليتحقق بنفسه أنّ المريض الذي تم إدراج كنيته مع اسم الطفل ليس له تحليل CRP وليس مريض سرطان بالمناسبة حيث بيّنت الموظفة بأنّ الخطأ ممكن ويلتزم بتصحيحه لكن الأب رفض ذلك.
وأضافت أنّ المخبر اكتشف سبب الخطأ بالتحاليل في اليوم التالي لمراجعة والد الطفل عند إجراء تحليل CRP لعدّة مرضى وملاحظة أنّ النتائج مرتفعة بشكل غير متناسب مع باقي التحاليل الالتهابية للمرضى مما استدعى الشك بالمحلول المعياري المزود من قبل شركة لم يذكر اسمها وتم تبديل العبوة لتتغير النتائج إلى صحيحة.
شارحة آلية إجراء التحاليل الكيميائية لتوضيح ماهية الخطأ حيث تتم التحاليل باستخدام محلول معياري وهو مادة مستهلكة يتم استجرارها بشكل دائم من شركات خاصة بها وتوضع عيّنة دم المريض وعينة أخرى من المحلول المعياري الخاص بكل مادة من المواد المراد تحليلها في جهاز مخصص لتصدر عنه نتائج التحليل.
وأشارت إلى أنّ عينة الطفل كانت العينة الأولى المجراة بعد فتح العبوة ولكن حين أجريت عينات أخرى أوجبت النتائج المرتفعة الشك بالمحلول وتم تبديلها فور التحقق من أنّها معطوبة حيث تحمّل مندوب الشركة المزوّدة للمحلول مسؤولية الخطأ مع المخبر.
مؤكدة أنّ المخبر يتحمل مسؤولية الخطأ بتحرير اسم المريض حيث تم الاعتذار عنه فوراً وتصحيحه كما يتحمّل جزئياً مسؤولية خروج نتيجة مبالغ فيها من المخبر بغض النظر عن السبب الحقيقي وهو المحلول المعياري المعطوب والذي لا إمكانية للتحقق منه إلّا من خلال الشك بالنتائج وهذا ما حصل فعلياً.
ونفت جميع أقوال والد الطفل بما يخص إصابة المريض الآخر بمرض السرطان مما قد يعرّض الطفل للمعالجة وكذلك نفت أي محاولة للمخبر بالتستر على ما حدث انطلاقاً من شفافية ومسؤولية التعامل في المخبر.
وكان والد الطفل قد اتهم المخبر بتبديل نتيجة تحاليل طفله بنتيجة مريض آخر مُصاب بالسرطان نتيجة وجود خطأ في اسم الطفل وإخبار الطبيب لوالده بأنّ التحاليل خاطئة ولا تتوافق مع الحالة السريرية للطفل.