دعوات لإعادة “عسكرة” المدارس وإذلال الطلاب فيها .!!

لقيت دعوات إعادة مادة التربية العسكرية والتقيد باللباس العسكري إلى المدارس السورية، استياء واسعاً من ناشطين ومواطنين في السويداء، واعتبروها دعوة لعسكرة المدارس وإذلال الطلاب.


دعوات انتشرت في الأيام القليلة الماضية عند بعض الشخصيات المحسوبة على الحكومة، اعتبروا فيها إعادة مادة التربية العسكرية واللباس العسكري للمدارس، واعطاء المدرسين المزيد من الصلاحيات لفرض ما وصفوه “هيبة” التدريس هي الحلول الوحيدة لمواجهة المخاطر الجسيمة على المدارس.
لكن أصحاب الدعوات تناسوا عن قصد أو غير قصد.! الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية في البلد، والتي تعد من أبرز الأسباب في تردي أوضاع المدارس، سواء من ناحية الكوادر التعليمية أو الطلاب التي باتت بحاجة إلى حلول اقتصادية وسياسية حقيقية اليوم، وترسيخ مفهوم الحياة المدنية بعيداً عن ويلات العسكرة.
السيد “غسان أبو الفضل” من السويداء علق على خلفية الدعوات أن سبب التخلف التربوي وعدم الانضباط بعيد كل البعد عن وجود مادة التربية العسكرية أو عدمها، واعتبر الدعوات لن تؤدي إلا لإعادة عسكرة المدارس وزيادة العنف النفسي والجسدي واذلال الطلاب.
وتساءل “أبو الفضل”، هل يعقل أن تكون مؤسساتنا التربوية قائمة على العنف، وهل يأتي الانضباط الحقيقي قسراً وبدون وعي؟ أم أن الانضباط عن الوعي هو الحل الأفضل..؟، داعياً للبحث عن الأسباب الحقيقية لحالات التسيب والفوضى ومعالجتها، إذ لا يكون العلاج بطمسها بالعنف والقهر.
مضيفاً “نحن نريد لشبابنا تعميق الجانب الإنساني والأخلاقي ورفع سوية الثقة بأنفسهم وسوية احساسهم بكرامتهم، لا نريد جيل بدون كرامة وبدون إحساس بالمسؤولية، لأنه بذلك يصبح حجر من أحجار الشطرنج ينتظر دوما من يحركه، أي فاقد الإرادة ولا يملك قرار نفسه”.
وذكّر السيد غسان بِصُورٍ ما زالت حاضرة في ذاكرته لمدربي مادة التربية العسكرية، فغالبيتهم كانوا لا يملكون أي ثقافة تربوية ويستخدمون الفاظ سيئة لا تليق بأي انسان، فضلاً عن اعتمادهم على اسلوب التعذيب الجسدي وإهانة كرامة الإنسان.
كذلك دعا لوضع مادة “التربية الإنسانية” وإلغاء مادة التربية الدينية، وجلوس المسلم والمسيحي في مقعد واحد، فهذه الظاهرة التدريسية في المؤسسات التربوية هي بداية تكريس الطائفية والعنصرية بين الطلاب.
وختم حديثه بدعوة للارتقاء “في رعاية أولادنا تربوياً واخلاقياً وانسانياً وتعليمياً، والبحث عن نقاط الخلل ومعالجتها بطرق إنسانية ومتطورة ويجب الكسب من تجارب الآخرين الذين تطوروا تربويا وتعليميا بدون اسلوب العسكرة والقهر والعنف”.