تزايد انتشار مادة “الحشيش المخدر” وتعاطيها بين المواطنين في محافظة السويداء، إذ أصبحت بمتناول غالبية شرائح المجتمع بما فيهم طلاب المدارس والجامعات، نظراً لغياب الرقابة الحكومية والاجتماعية وعوامل عديدة أخرى.
فادي طالب جامعي في العشرين من عمره يتباها بتعاطيه الحشيش، معتقدا أنه ليس من أنواع المخدرات المدمنة ويستطيع التخلص منه بسهولة، إذ يدخن “سيجاره ملغومة” (تعبير متداول عن وجود الحشيش داخلها) يومياً لمساعدته في التركيز أثناء الدراسة حسب وصفه.
يؤكد فادي في حديثه للسويداء 24، أنه يحصل على المادة بعد الاتصال “بالديلر” (الشاب الذي يجلب الحشيش) ويشتري منه يوميا بقيمة الف ليرة سورية تكفي لأن يصنع منها عددا لا بأس به من (السجائر الملغومة)، معتبراً المادة مهدئاً نفسياً لجيل الشباب الذي عصفت الحرب بمستقبله.
السويداء 24 التقت “بالديلر” أحد مروجي مادة الحشيش، وعرف عن نفسه على أنه وسيط بين تجار المادة وبين الزبائن “أذهب إلى جرمانا أشتري الحشيش من تاجر هناك لا أدري إسمه الحقيقي، نلتقي بإحدى ساحات جرمانا يعطيني المادة حسب الطلب، ثم يختفي، وأعود انا بالبضاعة (والتي لاتحتاج حيزا كبيرا لاخفائها) إلى السويداء.
وعن تصريفها يقول “الديلر” أن الكثير من الشبان وحتى الشابات يتعاطون الحشيش، موضحاً أنه قبل سنوات كان تعاطي الحشيش تهمة قد تبعد عنك الأصدقاء والمقربين أما اليوم هناك شريحة واسعة من المجتمع تتعاطى حسب قوله..!
أرباح ترويجها لا بأس بها يتابع” الديلر”، خصوصاً أنها انتشرت حتى بين طلاب المدارس، موضحاً أنه يبيع عينة بحجم حبة الحمص بقيمة ألف ليرة بشكل يومي لعشرات الأشخاص، ومن بينهم طلاب مدرسة، وإن كان الزبون ذو وضع مادي جيد على حد تعبيره، يأخذ بقيمة 5 آلاف أو أكثر يوميا، حيث يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد بين 200 إلى 225 ألف ليرة.
#أسباب_الانتشار
الجيل الناشئ أكثر الشرائح تأثراً بانتشار مادة الحشيش التي تحول تعاطيها إلى “ظاهرة” خطيرة في المجتمع في ظل غياب الرقابة اللازمة، وارتفاع معدل البطالة، فضلاً عن سهولة وصول المادة وترويجها وأسعارها “المقبولة”.
اضمحلال الرقابة الأمنية في الدرجة الأولى وغياب دور رجال الدين والفعاليات الاجتماعية تعتبر من أبرز الأسباب لتغلغل هذه الظاهرة الدخيلة بين أفراد المجتمع، والتي تهدد جيل بأكمله، وفق ما يشير أحد الناشطين للسويداء 24.
#أضرار_الحشيش
تقول الطبيبة راما للسويداء 24 “ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺎﺩّﺓ “هيدروكانابينول”ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩّﺓ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﺘﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺦ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲّ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ”.
فيما أظهرت دراسة طبية حديثة أن مخاطر تدخين الحشيش تزيد بثلاثة أضعاف عن مخاطر تدخين السجائر العادية، وترفع احتمالات الموت بثلاثة أضعاف، وذلك خلافاً للاعتقاد السائد لدى البعض بأن الحشيش أقل ضرراً من التبغ التقليدي بسبب أنه يؤدي لتهدئة الأعصاب باعتبار أنه مادة مخدرة. ويحدث تعاطي الحشيش ضمور في الدماغ، ويسبب الشّعور بالاكتئاب الشديد، وألم شديد في الرّأس، واحمرار العينين والتهابهما، ونزول الوزن بشكل ملحوظ، وعدم الرغبة في تناول الطّعام، الانطوائية والابتعاد عن الأهل والانعزال، إهمال الشكل الخارجي، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، الشعور الدائم بالتّعب والتكاسل، ضعف مناعة الجسم، وحدوث الإصابة بمرض الفصام، وهو أحد الأمراض العقلية تصيب المدمن بالهلوسة في الكلام.
#سابقة_نادرة_وفق_القضاء
ﻓﻲ ﺁﺫﺍﺭ من العام ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺎﺕ، ﻣﺎﺟﺪ ﺍﻷﻳﻮﺑﻲ، ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ “ﺍﻟﻮﻃﻦ”، ﺇﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺑﻴﻦ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ، ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ، ﻭﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺑﻠﻮﻍ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ %60 ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻪ ﺑـ “ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ”.
ﻭﻭﻓﻖ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، في ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍلماضي ( 2018 ) ﺗﻤﺖ ﺇﺣﺎﻟﺔ 3329 ﺷﺨﺼًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﺓ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻢ ﺿﺒﻂ 679.740 ﻛﻴﻠﻮ ﻏﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭ 875 ﺃﻟﻒ ﺣﺒﺔ ﻣﺨﺪﺭﺓ، ﻭ 21.323 ﻛﻴﻠﻮ ﻏﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻨﺐ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ، ﻭ 18 ﻛﻴﻠﻮ ﻏﺮﺍﻣًﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ.
#حزب_الله_متهم !
ﺣﻮﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭﺻﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ تشير أصابع الاتهام إلى مهربين محسوبين على “ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ” ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﺭﺍﺀ تهريب المادة إلى المنطقة، حيث أن “ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ” يتركز انتاجه في ﻣﻨﺎﻃﻖ سيطرة ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ بالبقاع ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ.
ووفق أحد المهربين ﺗﺪﺧﻞ المادة من لبنان ﺇﻟﻰ سوريا بطرق مختلفة، عن طريق ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺗﺎﺑﻌﺔ لحزب الله وفصيل ﻭﺩﺭﻉ ﺍﻟﻘﻠﻤﻮن السوري، يساهمون بتهريبها مروراً باﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﺍﻟﻤﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻤﺺ ﻭﺭﻳﻔﻬﺎ ﻭمنطقة ﺍﻟﻘﻠﻤﻮﻥ وصولا إلى بقية المحافظات ومنها السويداء.