أثار قرار سوري يحظر زيارة مشايخ الدروز من لبنان إلى سوريا، إذا لم يحصلوا على بطاقة حصرية من شيخ العقل “نصر الدين الغريب” المعين من النائب “طلال أرسلان”، جدلاً وفتنة بين أبناء الطائفة الدرزية، إذ رحب بعضهم بالقرار، واعتبره أخرون تدخلاً سافراً في الشؤون الدينية للطائفة.
مواقع صحفية لبنانية نقلت عن مصادر مطلعة على الملف الدرزي، اتخاذ السلطات السورية إجراءات استثنائية فيما يخص رجال الدين الدروز اللبنانيين أثناء زياراتهم إلى سوريا، بذريعة الكشف عن حالات عدة لبعض مرتدي زي الدين الدرزي ومنتحلي صفة رجال الدين.
موضحة أن القيادة السورية قررت حصر أمر دخول وخروج رجال الدين بين سوريا ولبنان بمشيخة عقل الطائفة في البلدين، حيث سيحصل أي شيخ درزي لبناني ينوي زيارة سوريا على بطاقة تعريف خاصة عن طريق الشيخ “نصر الدين الغريب”.
اختيار القيادة السورية للشيخ “الغريب” أشعل سجال افتراضي بين جنبلاط من طرف وأرسلان ووهاب من طرف أخر، وانتهى بحذف التغريدات بعد تدخل المشايخ وفق مصادر لبنانية، إلا أن القرار السوري لقي استياء واسعاً من شخصيات سياسية لبنانية نظرا لتجاوز القانون اللبناني والأعراف والتقاليد الدرزية.
ويتولى رسميا مشيخة العقل الدرزية في لبنان سماحة الشيخ “نعيم حسن” المنتخب وفق القانون الصادر عام 2006، كما أنه يشكل المرجعية الرسمية لشؤون الأحوال الشخصية لأبناء الطائفة الدرزية في لبنان، وللمشيخة مقر واحد ومحاكم شرعية موزعة في المناطق التي يتواجد فيها الدروز في الجبل والبقاع، لكن القرار السوري همش مكانة الشيخ “نعيم حسن” وهمش القانون اللبناني معها.
ورصدت السويداء 24 على مواقع التواصل الاجتماعي مدوّنات لناشطين لبنانيين، اعتبروا فيها القرار تدخلاً بشؤون الطائفة وانتهاك لسيادة “لبنان”، واتهموا “أرسلان” وشخصيات محسوبة عليه في سورية بمحاولة حصر قرار الطائفة الدرزية بيدهم حتى من الناحية الدينية، من خلال هذه القرارات التي تثير الانقسام في الطائفة.
الجدير ذكره أنّ مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في كل البلدان هي مرجعية دينية متوارثة ومعتمدة من قبل المواطنين الدروز لا غيرهم، وبقرار صادر عن المعنيين كنتيجة لذلك حيث تحمل انطباعاً روحياً واجتماعياً مبتعدة عن التداعيات السياسية التي تحاول بعض الأطراف زجها فيها؟!!