فجرت حادثة خطف المواطن “ممدوح السعيد” الأوضاع بين فصيلين من أبناء محافظة السويداء، بعد اتهامات متبادلة بينهما بحادثة الخطف، تطورت لمواجهات مسلحة كانت حصيلتها قتيلين حتى اللحظة.
وعلى إثر التداعيات القائمة اجتمعت عدة عائلات من مدينة السويداء في دار الطائفة (مقام عين الزمان) صباح اليوم الاثنين 15-4-2019، بحضور سماحة شيخ عقل الطائفة “يوسف جربوع” وبعض الوجهاء، وخرجت ببيان تحدث عن نيتهم قمع ظاهرة الخطف والتسيب الداخلي على المحافظة.
وأعلنت العائلات من خلال البيان وقوفها خلف الجيش السوري و”أجهزة الدولة المختصة في سبيل وضع حد للخارجين عن القانون والعابثين بأمن وأمان المحافظة”، لافتة إلى “رفع الغطاء عن كل من تسول له نفسه زعزعة الامان في الجبل وتمزيق السلم الاهلي”.
لكن أجهزة الدولة المختصة التي أعلنت العائلات الوقوف خلفها، لم تحرك ساكناً حتى الآن إزاء التداعيات الأخيرة، ولا تزال في موقف المتفرج منذ عدة سنوات على جميع مظاهر الفلتان الأمني في المحافظة، بل أن بعض الأجهزة الاستخباراتية كانت أبرز الداعمين لبعض العصابات، وسبباً رئيسياً في تماديها حسب وصف ناشطين.
من جانبه الفصيل المحلي في صلخد المعروف ب “قوات شيخ الكرامة”، نفى علاقته بحادثة خطف “السعيد”، وطالب بمحاسبة الأشخاص المسؤولين عن قتل “ربيع ناصيف” أحد عناصر الفصيل الليلة الماضية في مدينة السويداء، والأفراج عن “هاني الشوفي” الذي احتجز في نفس الحادثة بالسويداء.
وخلال التوتر القائم في مدينة صلخد اليوم بعد وصول جثمان “ناصيف” للمدينة، قُتل الشاب “ماهر الشعراني” من عناصر مفرزة الأمن العسكري في صلخد، ووجهت الاتهامات لفصيل “قوات شيخ الكرامة” بالمسؤولية عن مقتله، مما أدى لتفاقم الأوضاع وتجمع عائلة الشعراني في مشفى المدينة، معلنين نيتهم الثأر من قتلة ابنهم.
إلا أن الفصيلين المقتتلين من السويداء وصلخد، حاولا نفي علاقتهما بحادثتي القتل، إذ قال فصيل السويداء أن “ربيع ناصيف” لم تقتله جهة محددة وحدث إطلاق النار بسبب دخوله مع عناصر فصيله إلى المدينة في ظل الأوضاع المتوترة، بينما نفى فصيل صلخد علاقته بمقتل “ماهر الشعراني” ووجه اتهامات بالحادثة لأطراف تسعى للفتنة .!
وتشير مصادر السويداء 24 إلى أن أيادي خفية تسعى لتأجيج التوتر وتطوير المشكلة من خلاف بين فصيلين، إلى اقتتال مناطقي وعائلي، حيث منعت بعض الفصائل في السويداء اليوم أهالي صلخد من الدخول إلى مدينة السويداء، وشلت حركة السير بين المدينتين.
بعض مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دور واضح في تأجيج الخلاف بين الطرفين أيضاً، من خلال نقل أنباء تحرض على عائلات محددة، وتصوير ما يحصل على أنه خلاف مناطقي وعائلي، وتداول أخبار كاذبة عن إحراق آليات إسعاف.
ولا تزال الأوضاع مشحونة في المحافظة وسط محاولات من بعض رجال الدين والوجهاء لاحتواء التوتر، لكن عنجهية بعض أطراف الخلاف تنذر بتفاقم الأوضاع، في ظل مناشدات من المجتمع المحلي للفصائل بالاحتكام للغة العقل وتجنيب المحافظة حمام الدم، الذي ستكون كل الأطراف خاسرة فيه.
وناشد ناشطون على وسائل التواصل جميع وجهاء المحافظة والمرجعيات الدينية فيها بالتدخل الفوري ووقف نزيف الدم، وعدم السماح بتطوير الأحداث المؤسفة إلى اقتتال مناطقي، من خلال حل النزاع القائم ووأد الفتنة.