حكاية البقاء: ست سنوات على ملحمة السويداء

تجمعت العائلات في قرى السويداء الشرقية أمام أضرحة الشهداء من ابنائها اليوم الخميس، لإحياء الذكرى السنوية السادسة لهجوم تنظيم دا.عش الإرها.بي الذي وقع في نفس التاريخ من عام 2018.

وقف الأهالي دقيقة صمت، وقرأوا الفاتحة على أرواح أكثر من 250 شهيداً معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال، الذين فقدوا حياتهم في ذلك اليوم المأساوي. تلك الذكرى ليست مجرد تذكر للألم والفقد، بل هي أيضاً تأكيد على الشجاعة والبسالة التي أظهرها أبناء السويداء في مواجهة العدوان الإرها.بي.

في صباح ذلك اليوم الأسود، هاجم المئات من مسلحي تنظيم دا.عش القرى الشرقية لمحافظة السويداء دون سابق إنذار، ناشرين الرعب والموت في كل مكان. لكن رد الفعل كان سريعاً وحاسماً. تجمع الأهالي، رجالاً وشباباً وكباراً، في صفوف متراصة للدفاع عن بيوتهم وأحبائهم.

وفي غضون ساعات قليلة، استطاع أهالي السويداء دحر الهجوم الإرها.بي، وقتل المئات من مسلحي دا.عش. كانت تلك المعركة ملحمة بطولية تُضاف إلى سجل التضحيات والشجاعة لأبناء السويداء.

تتذكر أم الشهيد يوسف، الذي كان في الثانية والعشرين من عمره، كيف ودعته في صباح ذلك اليوم وهو يتجه إلى القرى الشرقية ممتشقاً سلاحه. لم تكن تعلم أنه لن يعود. تقول بنبرة مفعمة بالحزن والفخر: “كان يوسف شجاعاً، لم يتردد لحظة في التصدي للإرها.بيين، ضحى بحياته من أجل أن نعيش نحن بأمان”.

لا يمكن لمرور الزمن أن يمحو آلام تلك الذكرى، لكنها تبقى رمزاً للصمود والتضحية. كل اسم من أسماء الشهداء هو قصة بطولة وفداء، وكل ذكرى هي عهد على الاستمرار في الدفاع عن الأرض والعرض.

في ذكرى هذا اليوم الأليم، يعيد أهالي السويداء التأكيد على وحدتهم وصلابتهم. يحملون ذكريات شهدائهم كأوسمة شرف، ويواصلون حياتهم بعزم وإرادة لا تنكسر. ورغم الجراح الغائرة، تظل السويداء واقفة بشموخ، متمسكة بأرضها وقيمها.

الصور من قريتي الشريحي ورامي.