رصدت السويداء 24 مقتل 70 شخص وإصابة 66 شخص في محافظة السويداء، خلال شهر تشرين الثاني الفائت، جراء أحداث عنف منفصلة تركزت غالبيتها في بادية المحافظة، جراء المواجهات بين الجيش السوري وحلفائه من طرف وتنظيم داعش من طرف أخر.
وكانت حصيلة قتلى المدنيين التي وثقتها السويداء 24 خلال الشهر الفائت 9 أشخاص، قضى 3 منهم على يد تنظيم داعش الإرهابي، و3 قتلوا في جرائم جنائية، و2 أقدموا على الانتحار، إضافة لقتيل واحد على يد مجهولين.
فيما بلغت حصيلة قتلى تنظيم داعش 21 عنصر، مقابل مقتل 40 عنصر من الجيش السوري وحلفائه، خلال المواجهات بين الطرفين في الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر الفائت، قبل أن ينسحب التنظيم من منطقة الصفا شرق السويداء، ويعلن الجيش السوري السيطرة عليها.
البداية في الشأن المحلي، يوم الخميس 1-11-2018، أصيبت المواطنة “لجين سعيد” في مدينة السويداء برصاصة طائشة مجهولة المصدر، أدت لدخولها المستشفى في حالة حرجة، وفي يوم الاثنين 6-11-2018، أصيب طفل من السويداء بجروح بالغة بانفجار لغم فيه أثناء رعيه الأغنام قرب بلدة بصر الحرير” ريف درعا الشرقي، وهو ابن المواطن “طراد خليف النادر” البالغ من العمر 12 سنة، في الأراضي الزراعية في “بصر الحرير” شرق درعا.
أما يوم السبت 10-11-2018، قتل مواطن من السويداء إثر تعرضه لإطلاق نار وسط ظروف غامضة، في ريف السويداء الشمالي الشرقي، وهو “سعود زورة” من عشائر البدو، كان يستقل جرار زراعي، وخرج من بلدة “شقا” شمال شرق السويداء باتجاه تل “صعد”، عندما تعرض لإطلاق نار من مجهولين قرب “مكب النفايات”، وفي يوم الاثنين 12-11-2018 قتل المدعو “فادي المحيثاوي” في بلدة عريقة شمال غرب السويداء، وهو المتهم بتزعم عصابة مسلحة هدفها السلب والنهب وسط ظروف غامضة داخل منزل والده، وأعلنت عائلته ان ابنته هي من قتلته، كونه حاول الاعتداء عليها حيث دفن دون مراسم عزاء وسجلت القضية ضد مجهول لدى الجهات المختصة.
يوم الاثنين 19/11/2018، قتل المواطن “مروان سليمان شهيّب” المنحدر من مدينة “السويداء” وسط ظروف غامضة، حيث فارق الحياة بعد تعرّضه لطلق ناري مصدره بندقيته، بعد أن كتب تدوينة على صفحته الفيس بوك توحي بإقدامه على الانتحار، وفي يوم الأربعاء 28-11-2018 وجد مواطن في مدينة السويداء والده “شحاذي العيد” بعمر 85 عام، مقتولاً داخل منزله، وأشارت التحقيقات أن مجهولين حاولوا السطو على منزله قاموا بقتله، وفي يوم الخميس 29-11-2018، انتحر مواطن في مدينة السويداء بعد أن قتل مواطنة داخل محل تجاري، وهو الشاب “يزن كيوان” أقدم على قتل الشابة “منار نصر” بعد إطلاق النار عليها من مسدسه الشخصي، أثناء عملها في محل تجاري، مما أدى لوفاتها على الفور، فيما أقدم “يزن” على الانتحار بعدها، مطلقاً النار من المسدس على رأسه
ميدانياً شهد الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني مواجهات ضارية على مختلف المحاور في منطقة الصفا بين الجيش السوري وحلفائه من طرف وتنظيم داعش من طرف أخر، تزامناً مع محاولات تقدم للجيش السوري تصدى لها مسلحو التنظيم، وتخللها قصف جوي ومدفعي مكثف على معاقل داعش، بعد وصول تعزيزات عسكرية جديدة من الفرقة الرابعة، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع التنظيم في جميع أيام الأسبوع الأول، سقط فيها 8 عناصر من الجيش من ضمنهم “غدير محمد ديب” و”أوس رفيق سلطان” و”مهند نبيل داوود” و”ابراهيم خالد المرندي” و”يحيى عبد الحسيب داوود”.
وفي الأسبوع الثاني من شهر تشرين الثاني، يومي الخميس 8-11-2018 والجمعة 9-11-2018، نفذ تنظيم داعش الإرهابي هجمات انغماسية متفرقة على مواقع الجيش السوري شرق محافظة السويداء، أدت لخسائر بشرية في صفوف الطرفين، حيث أن المتطرفين باغتوا عدة نقاط للجيش السوري وحلفائه على مشارف الصفا، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة، فيما نفذ الجيش السوري والقوات الروسية ضربات جوية مكثفة على منطقة الصفا، فضلاً عن القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، هذا وتمكن عناصر الجيش من احتواء هجمات الدواعش ومنعهم من السيطرة على نقاط جديدة، وقتل خلال المواجهات 7 بين ضباط وعناصر من الجيش السوري، بينهم 3 برتبة ملازم، و4 عناصر ذكر منهم “نوري عايد التايه”، فضلاً عن إصابة 15 عنصر أخرين بجروح متفاوتة، فيما قتل 3 مسلحين من التنظيم.
الأسبوع ذاته شهد انتهاء ملف مختطفي السويداء لدى تنظيم داعش الإرهابي يوم الخميس 8-11-2018، بعد حوالي 105 أيام من هجمات المتطرفين على المحافظة، حيث وصل 17 شخص بين نساء وأطفال، بالإضافة لجثتي الطفلين “قصي أبو عمار” و”رأفت أبو عمار” اللذان سقطا خلال مواجهات بين الجيش وتنظيم داعش قبل تحريرهم، فيما تبين إعدام داعش للمواطنة “مروة عصام الأباظة”، بعد يومين من إعدامه المواطنة “ثريا فاضل أبو عمار” مطلع شهر أوكتوبر الماضي، بذريعة عدم الاستجابة لمطالبه، وفق رواية المفرج عنهم.
مطلع الأسبوع الثالث من شهر تشرين الثاني تواصلت المواجهات بين الجيش والتنظيم وأخذت طابع الكر والفر، حاول الجيش السوري خلالها التقدم من عدة محاور على أطراف الصفا، بعد تمهيد جوي ومدفعي مكثف، واستطاع تحقيق خرق في بعض المحاور وسط اشتباكات مع مسلحي داعش، فيما نفذ التنظيم هجمات معاكسة مع حلول الظلام وهو الوقت المعتاد لمقاتلي داعش في تنفيذ الهجمات المعاكسة والانغماسية، قتل خلالها 4 عناصر من مسلحي التنظيم يوم الخميس 15-11-2018، إضافة لمقتل 7 عناصر من الجيش السوري من بينهم “محمد سعيد لورنس” و”حسن الحموي” و “عدي المرعي” و”يوسف فرج” و”أنور فخر”، فضلاً عن إصابة 13 أخرين بجروح متفاوتة، فيما منيت فصائل التسوية “المعارضة” سابقاً، بخسائر بشرية، بلغت 34 عنصر بين قتل وجريح، في أيام متفرقة من الأسبوع الثالث، وقال مصدر من الفيلق الخامس للسويداء 24، أن 7 عناصر من الفيلق قُتلوا على الأقل في منطقة الصفا، وأكد أن 27 عنصر من الفيلق تعرضوا لإصابات متفاوتة بعضها خطيرة، موضحاً أن القتلى والجرحى أصيبوا بشظايا قذائف هاون وشظايا صخور ورصاص قناصات.
أما يوم السبت 17-11-2018 انسحب تنظيم داعش الإرهابي بشكل مفاجئ من تلال الصفا شرقي محافظة السويداء، بعد مواجهات عنيفة خاضها مع الجيش السوري على مدار ثلاثة أشهر، خلفت خسائر بشرية فادحة، حيث أن عناصر الجيش السوري سيطروا على مساحات واسعة من منطقة “الصفا” فجر السبت، من ضمنها “قبر الشيخ حسين” و”قاع البنات” و”سد هاطيل” و”دوحة الصفا” وتل “المراتي”، وتلال أخرى تشرف على المنطقة بالكامل، فيمت انسحب مسلحي داعش على دفعات من منطقة الصفا، غالبيتهم باتجاه بادية حمص وبعضهم إلى جيوب لا تزال تحت سيطرة داعش في باديتي دمشق والسويداء، حيث تراجعت مقاومة التنظيم لهجمات الجيش بشكل تدريجي داخل الصفا، إلى أن تلاشت بشكل مفاجئ مساء السبت، وقتل 9 عناصر من الجيش السوري صباح السبت جراء المواجهات من بينهم “لمك عدنان اليوسف” و”زين حسن زين الدين” و”محمد ديب فخرو” و”منير ماجد عبد الكريم” و”أحمد علي بشير”، فضلاً عن إصابة 9 اخرين بجروح متفاوتة، فيما قتل 6 عناصر من مسلحي داعش، وعثر على 8 جثث أخرى لقتلى من التنظيم في مناطق متفرقة من الصفا بعد تمشيط المنطقة.
وخلال الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني استكمل الجيش السوري سيطرته على منطقة “الصفا” شرق السويداء، بعد انسحاب بقايا مسلحي داعش منها، باتجاه بادية حمص، ووفق معلومات خاصة حصلت عليها السويداء 24، أفادت بانسحاب مقاتلي التنظيم على دفعات من أبرز حصونهم في البادية شمالاً، باتجاه المنطقة الواصلة بين تل “دكوة” و”الصفا”، ومنها شرقاً إلى بادية حمص، وتضيف المصادر أن التنظيم سلم دفعة جديدة من جثامين عناصر الجيش السوري قبل انسحابه من المنطقة، ممن سقطوا خلال العمليات العسكرية في الأشهر الثلاثة الماضية، مصدر عسكري قال للسويداء 24، أن الجيش السوري سيطر على المنطقة نتيجة الضغط الشديد والعمليات العسكرية المتوصلة التي نفذها، معتبراً أن ضربات الجيش أدت لانهيار قوة التنظيم وفراره من الجيوب التي كان يتحصن فيها، وأشار المصدر أن غالبية مجموعات الاقتحام والفرق العسكرية ستنحسب من البادية خلال الساعات القادمة، فيما قامت وحدات أخرى بعمليات التمشيط في مناطق يشتبه بتواجد خلايا داعشية فيها، ثم التثبيت في عدة مواقع لضمان عدم عودة المسلحين، حسب وصفه، وكشف عن اسماء عنصرين استعاد الجيش جثمانيهما بعد أن قتلا في الأسابيع الماضية خلال المواجهات وهما “عمر بدر الشاعر” و”حيدرة رافع عبدو”، دون أن يذكر تفاصيل أكثر.
يذكر أن السويداء 24 وثقت مقتل 92 شخص في شهر تشرين أول الفائت جراء حوادث عنف متفرقة، كان بينهم 7 قتلى مدنيين و62 قتيل من الجيش السوري إضافة إلى 23 قتيل من تنظيم داعش الإرهابي.