السويداء: تقصير حاد يودي بحياة مريض جديد

تستمر معاناة مرضى الفشل الكلوي في محافظة السويداء، نتيجة التقصير الحكومي، في قسم الكلية بالمشفى الوطني، الذي وصل إلى حد تعطل جهازي قياس الضغط وتخطيط القلب.

في تاريخ الثاني عشر من الشهر الحالي، توفي المواطن معتز فهد سلوم، عن عمر ناهز 52 عاماً، لترتفع معه حصيلة وفيات مرضى الفشل الكلوي، في مشفى السويداء الوطني، جراء تعطل الأجهزة الأساسية، والتقصير الحاد الذي يبدأ من وزارة الصحة، ولا ينتهي عند مديرية صحة السويداء.

وقال أحد اقارب سلوم في اتصال مع السويداء 24، إن الفقيد تراجعت صحته بشكل مفاجئ، في ظل تعطل أغلب الأجهزة الطبية، بقسم الكلية، بداية من جهاز قياس الضغط، الذي لم يعطي نتيجة صحيحة، ثم جهاز تخطيط القلب الذي لم يعمل، وبعدها تم استدعاء طبيب العصبية، فلم يحضر واكتفى بالحديث معهم على الهاتف. مشيراً إلى أنه عانى من ارتفاع ضغط شرياني، تطور لنزيف دماغي.

واستنكر المصدر التقصير الخطير من مديرية الصحة وكافة الجهات المعنية، بقوله: هل يعقل أن يتم قياس ضغط لمريض ضغطه 21، والطبيبة تقول ضغطه طبيعي، وهو يصارع الموت، وتقوم بالقاء اسألة تعريفية عليه بكامل برودة أعصاب، والسبب عطل في جهاز قياس الضغط.

وأضاف: هل يعقل أن يمتنع طبيب عن تلبية النداء الأخير لأحد المرضى في ساعاته الأخيرة، هل يعقل أن يتم اسعاف مريض بسيارة اسعاف بلا أجهزة اوكسجين، هل يعقل أن يتم نقل المريض لسيارة الاسعاف من قبل ذويه وليس مختصين في نقل مريض بحالة (نزيف دماغي) من المشفى إلى مركز خاص لإجراء تصوير طبقي محوري لأن الجهاز معطل.

ويرفض أقارب الفقيد تحميل المسؤولية للكادر التمريضي -الذي يبذل أفراده فوق طاقتهم- محملين المسؤولية لكل الجهات المعنية، من وزارة الصحة، وصولاً إلى رئيس قسم الكلية، وبعض الأطباء المختصين، الذين لا يلبون نداء المرضى.

وشهد قسم الكلية في مشفى السويداء الوطني تراجعاً حاداً بالخدمات المقدمة فيه للمرضى، من تعطل أجهزة الغسل، وفقدان الأدوية الضرورية، ما دفع مرضى القسم في صيف العام 2021 للخروج بوقفة احتجاجية أمام مبنى محافظة السويداء، رفعوا فيها لافتة “انقذوا مرضى غسيل الكلى”، ولكن لم يستجب أحد لدعواتهم، ليتم تسجيل حالات وفاة عديدة بين المرضى.

الملفت بحسب شهادات المرضى للسويداء 24، أن
كل الوعود التي قدمتها الجهات المعنية من المحافظ إلى مديرية الصحة وغيرها، كانت حبراً على الورق، ويبدو أن غياب الاهتمام والضغط الشعبي عن هذا النوع من القضايا، ووقوف المرضى وذويهم وحيدين للمطالبة بأقل حق من حقوقهم، جعل الاستهتار من الجهات المعنية يمر بلا حسيب ولا رقيب.

ومن المرتقب زيارة وفد من المرضى وأقاربهم، للقاء محافظ السويداء، فهل يقدم لهم حلولاً جدية، أم لن تتجاوز المسألة وعوداً قطعها محافظان اثنان قبله، ولم ترقى إلى تحسن، بل على العكس، الوضع من سيء إلى اسوء.