وفاة شاب من السويداء في “رحلة الموت بحثاً عن الحياة”

أنهى دراسته الجامعية قبل سنة، وقرر البحث عن فرصة لحياة كريمة، خارج وطنه الذي تحوّل إلى مقبرة للأحلام، لكن رحلة البحر المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا، انتهت بخبرٍ قاسٍ عن وفاته.

الشاب نذير جمال عبد الباقي، من أبناء مدينة السويداء، غادر ليبيا في قارب هجرة غير شرعية، نحو أوروبا، عبر البحر الأبيض المتوسط، مطلع الاسبوع الماضي. وبعد أيام من انقطاع الاتصال معه، وصل يوم الأربعاء الماضي نبأ وفاته إلى عائلته، على السواحل الإيطالية.

تعددت الروايات عن ظروف وفاة الشاب نذير، من أشخاص كانوا معه في نفس الرحلة، لكن الرواية الأكثر تطابقاً بين المصادر، أشارت إلى حدوث تسرب وقود في القارب الذي كان يقلّه مع مئات المهاجرين، مما أدى لإصابته بحالة اختناق أودت بحياته.

عائلة نذير المفجوعة بفقدانه، أقامت له موقف عزاء أول أمس الجمعة في ساحة سمارة بمدينة السويداء. واكتفت العائلة في نعوة الوفاة، بالإشارة إلى حادث أليم تعرّض له الفقيد على سواحل إيطاليا.

ويتحدر نذير من أسرة كريمة ومتواضعة في مدينة السويداء، وكان معروفاً بنبل أخلاقه، وعلاقاته الطيبة مع كل معارفه. وقد أنهى دراسته الجامعية قبل سنة واحدة، قبل أن يقرر البحث عن حياة مستقرة وكريمة، أسوة بملايين السوريين الذين توزّعوا في دول الشتات.

أحد أقارب الفقيد، كتب كلمات مؤثرة عنه بعد وصول خبر وفاته، “في رحلة الموت بحثاً عن المستقبل ولقمة العيش الكريم بعد رحلة الجدِّ والإجتهاد والدراسة حتى تسلّح بالإجازة، الجامعية العام الفائت”. وأضاف “كنت عنواناً حقيقياً للشاب الطموح المكافح ونبع المحبة والتسامح”.

ولا يزال تدفق السوريين نحو أوروبا مستمراً منذ سنوات، في ظل انسداد الآفاق في بلادهم، واستمرار تداعيات الحرب. وتتعدد الطرق غير الشرعية للهجرة، كما تتعدد معها المخاطر.

وفي وقت سابق من سبتمبر الماضي، أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 2500 شخص لقوا حتفهم أو فقد أثرهم أثناء رحلات الهجرة غير النظامية الخطرة من شمال أفريقيا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط خلال هذا العام، حتى الرابع والعشرين من الشهر الحالي. ويمثل هذا العدد زيادة بمقدار 67% عن الفترة نفسها من العام الماضي