مخاوف من تنامي العنف ضد السوريين في لبنان

يعيش أكثر من مليوني سوري قلقاً شديداً في لبنان خلال الأيام الماضية، على وقع موجة عنف عنصرية جديدة تطال السوريين في بعض المناطق، بعد مقتل مسؤول في حزب القوات اللبنانية، وتوجيه الاتهام لسبعة سوريين بقتله.

وعلى الرغم من رفض الحزب اللبناني صاحب الكتلة البرلمانية الأكبر في لبنان، للاعتداءات العشوائية ضد السوريين، وتلميحه إلى أن عملية اغتيال المسؤول قد تكون سياسية، إلّا أن العديد من أنصار الحزب قطعوا الطرقات واعتدى بعضهم بالضرب على سوريين، حسب مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل.

ووثقت مقاطع أخرى توجيه مهلة للسوريين في منطقة برج حمود بالعاصمة بيروت، بإخلاء المنازل والمحال التجارية قبل يوم الجمعة القادم، كما تداولت منصات التواصل صور منشورات تحذر السوريين من البقاء، وتهددهم بالانتقال.

شاب سوري من محافظة السويداء، يعيش في لبنان منذ عدّة سنوات ويعمل فيها، قال في اتصال مع السويداء 24 مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن مناطق الأشرفية وبرج حمود وجبيل والدورة تشهد اعتداءات “وحشية” على السوريين هناك، من ضرب وتحطيم سيارات.

وأضاف الشاب الذي كان يقيم في منطقة الأشرفية ويعمل فيها، أنه اضطر للانتقال رفقة مجموعة سوريين من منطقة الأشرفية إلى منطقة أخرى. وأوضح: “لحد اليوم في تصعيد باللهجة وتحذير وغيره”.

وتساءل المتحدث: “معقول ينهان المواطن السوري وينذل بهالطريقة البربرية بسبب جريمة ما اله أي ذنب فيها وما يطلع سفير أو مسؤول يدلي بتصريح أو تحذير بعدم المساس بالجالية السورية بلبنان ليش لما انقصفت السفارة الإيرانية كان فيصل المقداد موجود قبل ما تخمد النار وليش صارت جنسيتنا السورية هي مدعاة للاهانة بكل بقاع الارض”.

من جانبها، كتبت الصحافية السورية لبانة غزلان المقيمة في لبنان تدوينة على صفحتها في فيس بوك: “ما يحدث للسوريين في لبنان برقبة كل المعارضة السورية، الناس الموجودة هون ما الها كلمة ولا سلطة، احكوا عن معاناتنا واحموا وجودنا، ادعموا صوتنا، ودينوا الانتهاكات بحقنا، حدا يعمل اي شي لوقف استرخاص دماء السوريين/ات بلبنان وارزاقهم ووجعهم.”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها السوريين الذين لا حول لهم ولا قوة في لبنان ودول الشتات الأخرى لموجات العنف العنصرية، لكن الخطير في هذا الوقت، هو الظروف الإقليمية والدولية، وتزايد رقعة الصراعات والحروب، في وقت لا تزال آفاق الحل السياسي والعودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم، مسدودة.