هيبة أي دولة منهم ؟

آلا تخجل السلطات الأمنية في سوريا عندما تقتحم حرم جامعة لتعتقل طالباً جامعياً ثم توجه له تهمة “النيل من هيبة الدولة”، فقط لأنه نشر “ستوري” على صفحته لمظاهرة لا شك أنها تطالب بالخلاص من هذا الواقع المرير الذي يعيشه كل السوريين، باستثناء مسؤوليها!

سؤال مبطنٌ من ضمن سلسلة اسئلة تحملها هذه العبارة في لافتة رفعها المحتجون في ساحة الكرامة تعليقاً على تهمة النيل من هيبة الدولة ! وتحقير السيد الرئيس ! والاشتراك في مجموعات معارضة على الفيس بوك ! كل هذا لطالب جامعي لم يتجاوز من العمر 20 عاما ؟

ولكن بالفعل، السؤال الأهم من بين كل الاسئلة، هيبة أي دولة، فالمحضر القضائي لم يحدد. روسيا ؟ أمريكا ؟ إير.ان ؟ تركيا ؟ فلهذه الدول وجود مباشر على أرضنا، بعضها برغبتكم وبعضها غصباً عنكم.

أم هيبة دول تستبيح السماء السورية بطولها وعرضها، تارة تقصف منازلاُ سكنية وترتكب مجازراً بحق المدنيين، وتارة أخرى تقصف مواقعاً عسكرية بعضها للجيش، وأكثرها لقوات دول وميليشيات أخرى، وأحياناً لسفارات !

هذا في وادٍ عن الهيبة، وفي وادٍ آخر، هل يوجد هيبة لدولة تسرّح العشرات من عمال النظافة الذين تفوق أهميتهم عن أهمية كل مسؤوليها، وذلك لعدم توفر سيولة تغطي رواتب العمال ؟ وهل لدولة تعجز حتى عن توفير المياه للمواطنين هيبة ؟

هل يشعر مسؤولو السلطة الأمنية بالهيبة فعلاً عندما يرسلون مبعوثين للتفاوض عنهم، أقلّهم بحقه عشرة مذكرات بحث بقضايا جنائية من قتل وخطف، بهدف التفاوض على ضباط جيش محتجزين، رداً على اعتقال لطالب جامعي بسبب أغنية ومظاهرة على جواله ؟!

ليس في جعبتكم أي جواب عن أي هيبة، فلا يوجد دولة بالعالم اتسمت بالهيبة إن لم يكن شعبها كذلك. الشعب وحده من يمنح الهيبة والشرعية لدولته، لا قبضتها الأمنية، بعدما ثبت أن القمع لا يفرخ إلا دوامات العنف.

لا شك أن أي ردّ أمني بعد كل هذه السنوات الثقيلة، وبعد كل ما نحن فيه من قهر وفقر وظلم، لن يعيد لكم “هيبتكم”، فالحل الأمني الذي لا تعرفون غيره، كان السبب بكل ما وصلنا له نحن وأنتم، من دولة نامية، إلى بلدٍ على حافة الهاوية، تحكمه سلطات دول وميليشيات وقوى أمر واقع، وتغزو “منتجاته” من المخ.د.رات الكرة الأرضية !

المقالة تعبّر عن رأي كاتبها، فما رأيكم ؟!

السويداء_24