انتقد الحكومة ففصلوه من الجامعة.!

فصلت جامعة دمشق بقرار قضائي دكتور جامعي يدرس فيها، وذلك بسبب محاضرة ألقاها قبل نحو ثلاث سنوات تحدّث فيها عن السياسات الحكومية الخاطئة وعن خوفه من تلاشي الطبقة الوسطى في المجتمع.

وفي 28 من الشهر المنصرم فصلت جامعة دمشق الدكتور في كلية الإقتصاد زياد نبوعة، وتم نقله لخارج ملاك جامعة دمشق بسبب محاضرة ألقاها عن تداعيات الأزمة على الطبقة الوسطى، واعتبرها بعض المسؤولون “إضعاف الشعور القومي”.

الدكتور زياد نبوعة أوضح ملابسات القضية عبر مدونة على حسابه الشخصي في “فيسبوك” وأبرز ما جاء فه أنه لو كان يحمل شهادة دكتوراه مزورة مشتراة بمال منهوب من دماء الشعب، فهذا لن يعاقب عليه أحد؟

ولو كان يبيع الامتحانات؟! لا فهذا لايستحق المتابعة؟ ولن يعاقب لو أنه تغيب عن عمله أو أقصر فيه؟!
وليس لأنّه يرضى براتب بالكاد يسد رمقه، لا فهذا واجب وطني.!.
وليس وليس وليس يؤكد الدكتور.

إذاً لماذا.؟

وعاد الدكتور يتساءل “لماذا يُعاقب أستاذ جامعي في دولة المؤسسات والقانون؟ ولماذا يُحال إلى مجلس تأديب مسلكي بعد ثلاثة عقود أفنى فيها عمره في خدمة وطنه وجامعته وطلابه؟”

وتابع “الأشرار أجابوا لماذا: والأشرار يرفَّعون ويقولون: أني ارتكبت الفواحش الكبرى، وأكبر الكبائر وهي: تكلمت؟! فهل معقول؟ أستاذ جامعى يتكلم وبدون روشيتة يكتبها له أحد المفوّهين في الخطابات واللقاءات التلفزيونية؟ أول مرة نسمع ذلك؟ قد يفكك أركان وتماسك الأمة؟”

موضحاً أن “فاحشته الأولى” أنه شارك بندوة في غرفة تجارة دمشق نُظمت بمشاركة ثلاث جهات رسمية وطنية وهي: كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، وغرفة تجارة دمشق، وجمعية العلوم الاقتصادية، كان قد دُعي رسمياً من قبل هذه الجهات الثلاث للتحدث حول حال الطبقة الوسطى في البلد.

أمّا “فاحشته الثانية” أنه لبّا الدعوة وتكلم وشرَّح الواقع المعاش، “مع أني أعلم أن هناك من لايريد شرح ولاتشريح وإنما تملق ومديح”.

“وفاحشتي الثالثة” يقول نبوعة، أنه حذّر من تلاشي الطبقة الوسطى، وأن ثلاثة أرباع الشعب السوري صار تحت خط الفقر، ولابد من التصدي لذلك كأولوية على غيرها، فالفقر هو أخصب تربة لإنبات المجرمين وكل شرور الأرض.

مردفاً، “فاحشتي الرابعة” أنه حذّر من انسلاخ الكثير من المثقفين عن الواقع المعاش وحملهم ريشة التجميل بدلا من مبضع الجراح، الذي يستأصل المرض قبل تفشيه.

والفاحشة الخامسة يكمل الدكتور، تحذيره من نشوء أمراء الحرب وتفشي ظاهرة النهب والسلب والتعفيش، أما السادسة: أني تكلمه من جيوش المرتزقة فهؤلاء يبحثون عن مصدر رزق وغنائم ومكاسب شخصية، وليس لهم انتماء وطني ولايدافعون عن أرض أو وطن.

ولفت الدكتور بأن العفو العام الذي تلا العقوبة لم يشفع له بها، مع أنه شمل أخطر المجرمين والفاسدين والإرهابيين.؟؟ “فهل أنا أخطر من كل هؤلاء؟! ألم يبقى لدينا في البلد من عقلاء أو حكماء في أهم وأخطر مؤسستين في البلاد وهما مؤسسة القضاء ومؤسسة التعليم؟”

وتساءل في النهاية “ماذا سيبقى من الوطن، إذا كان التعليم مكبلاً، ويتهاوى كصخرةٍ من عليائه، يتفتت وتتلقفه مافيات المال والأعمال، ويصبح بيئة طاردة –بشكل مباشر وغير مباشر- لأهم كوادره لتتشظى في دول العالم أو تتفسخ في أرض الوطن، فلا نامت أعين الجبناء.
ماذا سيبقى من الوطن إذا كان القضاء محكوماً وهو الحاكم؟ ولمن سأشتكي؟