ملف السويداء الأمني على طاولة اللواء “حسام لوقا” بتكليف من القصر

خاص السويداء 24 – اجتمع مدير إدارة المخابرات العامة في سوريا، مع عدد من مشايخ وجهاء محافظة السويداء قبل أسبوع، واستمع لاقتراحاتهم عن حلول لوضع الأمني.

وأكد مصدر خاص للسويداء 24، أن مدير إدارة المخابرات العامة في سوريا، اللواء “حسام لوقا”، تم تكليفه من القصر الجمهوري، بإجراء دراسة للملف الأمني في السويداء، قبل حوالي شهر، واقتراح حلول للمشاكل الأمنية التي تعيشها المحافظة.

وأوضح المصدر أن اللواء “لوقا” وصل إلى فرع أمن الدولة في السويداء يوم الاثنين 24/5/2021، بعد يوم واحد من زيارة رئيس مجلس الوزراء برفقة 13 وزيراً إلى السويداء، وتقديمهم وعوداً بتحسين الواقع الخدمي والمعيشي في المحافظة، وتخصيص منحة مالية للمحافظة، وقبل يومين من الانتخابات الرئاسية.

مشيراً إلى أن “لوقا” التقى بمشايخ عقل الطائفة الدرزية، وعدد وجهاء المحافظة “الزعامات التقليدية” وقادة بعض الفصائل المحسوبة على السلطة، في فرع أمن الدولة، وأبلغهم أنه يرغب بالاستماع لاقتراحاتهم حول الحلول التي يرونها مناسبة لضبط الوضع الأمني في المحافظة.

وأضاف المصدر أن مداخلات الشخصيات التي التقاها “لوقا” كانت مختلفة، بين من اقترح حلولاً أمنية صارمة، كنشر الحواجز وتنفيذ حملات أمنية، وأخرون حذروا من مغبة أي تحرك أمني غير مدروس قد يودي بالمحافظة إلى صدامات مسلحة لا تحمد عقباها، ونوه بعضهم إلى أن الكثير من العصابات تعمل تحت غطاء أمني من أفرع المخابرات في المحافظة.

كما طُرحت من جانب المشايخ والوجهاء اقتراحات كحلول سياسية بالدرجة الأولى من قبيل إجراء تسوية شاملة لجميع المطلوبين عدا المتورطين بالدماء، أو تسهيلات إدارية كتأجيل لمدة سنة لجميع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، والعمل على تحسين الواقع الاقتصادي، قبل البدء بأي عملية أمنية.

المصدر أكد للسويداء 24، أن اللواء “حسام لوقا” اكتفى بالاستماع للحلول المقترحة من مشايخ ووجهاء المحافظة، وقال إن هناك اهتماماً من القيادة في إشارة إلى “الأسد”، بحل الملف الأمني في المحافظة، خلال الفترة المقبلة، دون أن يتحدث عن أي إجراءات أو تفاصيل أخرى.

وعلمت السويداء 24 من مصادر مطلعة، أن تكليف اللواء “لوقا” بإجراء دراسة للوضع الأمني في المحافظة، كان قبل حوالي شهر، بعد مطالبات من بعض مشايخ الطائفة بتحييد الملف عن شعبة المخابرات العسكرية، التي يترأسها اللواء “كفاح الملحم”، المكلف بالملف الأمني في السويداء منذ 2018.

كما أكدت المصادر أن العديد من مسؤولي السلطة في السويداء تحدثوا عن قرارات هامة ستتخذ في دمشق بعد الانتخابات الرئاسية، تتعلق بالوضع الأمني بالسويداء.

وكان وزير الداخلية اللواء “محمد خالد الرحمون” قد صرح لوسائل إعلام رسمية خلال زيارته مع الفريق الحكومي إلى السويداء الشهر الماضي، بوجود “رغبة بمعالجة الوضع بحكمة وتدبّر دون إراقة دماء لخصوصية السويداء.

وأضاف “الرحمون” أنه “شكلت لجنة أمنية وبدأت تعالج، والوضع في السويداء جنائي وليس إرهابي، والوحدات الشرطية تقوم بواجبها ونحن قادرون بالتعاون مع الفعاليات الاجتماعية والدينية على إعادة الأمن والاستقرار للمحافظة”.

يذكر أن اللواء “حسام لوقا” عُين رئيساً للجنة الأمنية في محافظة درعا منذ عام 2019، ولم يطرأ أي تحسن في الواقع الأمني منذ تسلمه رئاسة اللجنة الأمنية فيها، بل ازداد الملف الأمني تعقيداً إذ تشهد محافظة درعا عمليات اغتيال بشكل يومي، ناهيك عن الحوادث الأمنية المتكررة، وفق ما تشير تقارير صحفية.

كما أن محافظة السويداء تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني، جراء عوامل وظروف مختلفة أفرزتها سنوات الصراع في البلاد، كما يعاني سكان المحافظة من ظروف اقتصادية ومعيشية سيئة، في ظل انسداد افق التغيير السياسي.

وتجدر الإشارة إلى وجود مساعي من السلطة لتحريك ملف الجنوب السوري في الفترة المقبلة، الذي شهد حالة من الركود منذ اتفاق التسوية في عام 2018، فهل تنجح عقلية السلطة الأمنية التي أثبتت فشلها على مر السنوات الماضية في إعادة الاستقرار، أم أن المنطقة مقبلة على تحديات جديدة.