شهدت مدينة شهبا شمال محافظة السويداء، اشتباكات عنيفة وتوترات، أدت لسقوط أكثر من 4 قتلى وعدد من الجرحى، وتطورت لانتفاضة شعبية ضد عصابات إجرامية تعمل بغطاء أمني، اليوم الأحد.
كيف بدأت الحادثة
قال مراسل السويداء 24، إن جذور الخلاف تعود إلى يوم السبت 17/7/2021، حيث نشب شجار بين مواطن من آل “الطويل” وشخص يدعى “راني غرز الدين” حيث كان الأخير يشكل مصدر إزعاج للأول، لمروره المتكرر بدراجة نارية من أمام منزله وقيادته بطريقة رعناء.
مضيفاً أن “غرز الدين” استدعى شقيقه من والدته “وليم أنور الخطيب” وهو أحد أخطر أفراد العصابات في شهبا، ومجموعة أشخاص، وقاموا بالاعتداء بالضرب على الشاب قرب منزله، ثم تدخل أفراد من آل الطويل وحصل إطلاق نار في الهواء من قبل أفراد العصابة، الليلة الماضية.
ولفت إلى أن الخلافات استمرت اليوم عندما تقابل طرفي الخلاف، ليُقدم المدعو “وليم الخطيب” على إطلاق النار بشكل مباشر على شبان من آل الطويل، مما أدى لمقتل ثلاثة منهم على الفور، هم الأخوين “ياسر وصقر محمد الطويل” و”منجد يوسف الطويل”.
وأضاف أن شباب آل الطويل طاردوا المدعو “وليم” الذي حاول الفرار منهم، وأصابوه بعيار ناري في قدمه، وأثناء نقله بسيارة إسعاف إلى مشفى شهبا، قام أشخاص بالإجهاز عليه وتصفيته، فيما وردت معلومات متضاربة عن مصير شقيقه “راني” بين مصادر أكدت مقتله، وأخرى أشارت إلى أنه مصاب ويتلقى العلاج.
عائلات شهبا تتحالف وتنتفض
بعد سقوط الضحايا من آل الطويل، ذكر مراسلنا أن العائلة اجتمعت مع عدة عائلات من المدينة من بينهم عدد كبير من آل “الخطيب” الذين رفعوا الغطاء عن أفراد العصابات، وصدر قرار جماعي عن العائلات المجتمعة، باجتثاث جميع أفراد العصابات المتواجدين في المدينة، والذين يقدر عددهم بحوالي 25 شخصاً.
وأوضح المراسل أن عشرات الشبان المسلحين من عائلات المدينة، انتشروا في معظم الأحياء، وحاصروا منازل أفراد العصابات، حيث وقع تبادل إطلاق نار في بعض الأماكن، وشهدت المدينة حالة حرب شوارع، إلا أن أفراد العصابات استطاع معظمهم الفرار خارج شهبا.
لافتاً إلى أن شباب العائلات، استهدفوا حوالي عشرة منازل لأفراد العصابات، بالقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، وأحرقوا سيارتين، كما تمكنوا من إلقاء القبض على أحد الأشخاص الذي قدم إلى المدينة لنصرة أفراد العصابات.
وأكد مراسلنا أن شباب المدينة صادروا كمية كبيرة من المخدرات وجدوها في منزل المدعو “عمران مهنا” أحد أخطر أفراد العصابات، وهي كمية من الحشيش والكبتاغون والكريستال، والتي كان يقوم بترويجها في المحافظة.
الجهات الأمنية تلتزم مراكزها
أشار مراسلنا إلى أن عناصر الأمن في مدينة شهبا المتواجدين في مفرزة الأمن العسكري ومفرزة أمن الدولة وقسم شرطة المدينة، التزموا مفارزهم ولم يخرجوا منها منذ ساعات الصباح، وسط حالة من الاستنفار بعد التطورات في المدينة.
ومنذ عام 2015، لا تتدخل القوى الأمنية بأي حوادث تحصل في المدينة التي وقعت تحت رحمة عصابات الخطف والسلب لسنوات طويلة، إذ وثقت السويداء 24 تعرض عشرات المواطنين خلال السنوات الماضية لعمليات خطف وسلب وقتل، بل تطال فرع المخابرات العسكرية اتهامات بدعم العصابات بشكل مباشر وغير مباشر من خلال إجراء تسويات لهم ومنحهم بطاقات أمنية.
رحلة استجمام لمجرم خطير في القرداحة
يُعتبر “وليم أنور الخطيب” الذي لقي حتفه في الاشتباكات اليوم من أخطر أفراد العصابات على صعيد المحافظة، وكان في مطلع الحرب عنصراً في إحدى الميليشيات الموالية، وقاتل في محافظات سورية مختلفة، قبل أن يعود إلى شهبا ويبدأ مع مجموعة من الأشخاص بارتكاب جرائم الخطف والقتل.
وأكد مراسلنا أن المدعو “وليم” قتل 3 أشخاص من أبناء مدينة شهبا عام 2017، بدم بارد في سوق المدينة، وفر خارج شهبا لمدة سنة تقريباً ثم عاد إلى المدينة وأبرم تسوية مع فرع المخابرات العسكرية، وحصل على بطاقة أمنية مؤقتة.
ورصدت السويداء 24 صورة للمدعو “وليم” قبل مدة قصيرة، أثناء ذهابه في رحلة إلى الساحل السوري، وزيارته لقبر “حافظ الأسد” في مدينة القرداحة، حيث نشر الصور على حالة حسابه في الفيس بوك، متفاخراً بقدرته على التنقل داخل الأراضي السورية بكل أريحية، بعد حصوله على التسوية.
يذكر أن وسائل الإعلام الحكومية حاولت تصوير الأحداث في مدينة شهبا على أنها صراع بين عائلتين، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، فالصراع بين أبناء المدينة، وبين العصابات التي عاثت فساداً فيها، نتيجة حصولها على غطاء من الأفرع الأمنية.