اعتداء جديد على مزارعي القريّا.. من يُعطّل حل الأزمة ؟

استهدف مسلحون، مزارعين في حقولهم، غربي بلدة القريّا، جنوب غرب السويداء، في اعتداء جديد يضاف إلى سلسلة اعتداءات، تعرض لها المزارعون، في ظل عدم التوصل لحلول، تنهي مسألة التوتر في تلك المنطقة.

صباح اليوم الأربعاء، وبينما كان مجموعة مزارعين من أبناء القريّا في حقولهم، بمنطقة المرابع، تعرضوا لإطلاق نار من الجهة الغربية، يبدو أن مصدره المسلحين القاطنين في مخيم الكوّام. اندفعت فصائل محليّة من القريّا إلى منطقة الاستهداف، وتبادلت إطلاق النار مع المسلحين، حتى تمكّنت من سحب المزارعين، عبر التغطية لهم بالرشاشات المتوسطة.

ومنذ سنتين، لا تزال مسألة أبناء العشائر، الذين نزحوا من بيوتهم في بلدة القريّا، عالقة دون حلول، بعد اشتباكات دامية شهدتها المنطقة عام 2020، أدت لنزوح جميع سكان حي العشائر، إلى منطقة الكوّام بين بصرى الشام والقريّا، وإقامة مخيم مؤقت فيه.

حصلت اجتماعات عديدة، لحل المسألة، وتدخلت وساطات كثيرة، كان بينها الجانب الروسي الذي فشل في إعادة الهدوء للمنطقة. ولا يمانع أهالي القريّا، عودة ابناء العشائر إلى بيوتهم، باستثناء المتورطين منهم بالدماء، ويبدو أن اولئك المتورطين، هم الذين يعطّلون الحل، ويعتدون بشكل متكرر، على مزارعي القريّا.

وتشير مصادر السويداء 24، إلى أن غالبية أبناء عشائر القريّا، يرغبون بالعودة إلى بيوتهم، وإنهاء الأزمة، لكن  المتورطون الذين يرفض أهالي القريّا عودتهم، يهدّدون الراغبين بالعودة إلى بيوتهم، من الإمضاء على أي اتفاق يستثنيهم. وربما هناك طرف ثالث، يسعى لإبقاء تلك المنطقة متوترة، لتمرير أجنداته.

في نيسان الماضي، عُقد اجتماع في قيادة الفيلق الأول التابع للجيش السوري، حضره وفد من بلدة القريّا، وغاب عنه وفد العشائر. الوفد الممثل عن أهالي القريّا أكد تمسكه بعودة ابناء العشائر باستثناء المتورطين، وطالب بنشر نقاط للجيش السوري في تلك المنطقة، لتطبيق الاتفاق، وهذا ما وعد فيه قائد الفيلق حينها اللواء مفيد حسن.

لكن وعود قائد الفيلق السابق، بإرسال تعزيزات من الجيش، ذهبت أدراج الرياح، كما الكثير من الوعود السابقة، لتبقى المنطقة تشهد مناوشات بين الحين والأخر، كُلّما حاول المزارعون الوصول إلى أراضيهم غربي القريّا، ما يجعل المنطقة في حالة توتر مستمر، قد ينفجر فيها الصراع مجدداً، إذا استمرت تلك الاعتداءات، وأدت لسقوط ضحايا.