لماذا خطفت المخابرات مُسناً من السويداء يحمل جنسية أمريكية ؟

يلاقي السيد جمال شاهين المتني، مصيراً مجهولاً، في سجن صيدنايا، سيء الصيت، بعد حوالي سنة، على اختطافه من منزله في مدينة السويداء، أثناء قضاءه إجازة في مسقط رأسه، بعد غربة طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يحمل جنسيتها.

جمال المتني، مُسنٌ سبعيني من أبناء السويداء، يحمل الجنسية الأمريكية، كان يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية مع أفراد أسرته، منذ سنوات طويلة. عاد المتني لقضاء إجازة في السويداء، الصيف الماضي. وفي مطلع شهر تموز/يوليو، اقتحم مسلحون ملثمون، منزل المتني، الكائن مقابل دائرة الجيولوجيا على طريق الثعلة، في مدينة السويداء. كان المسلحون يستقلون سيارتين، إحداهما فان أبيض، وقد اعتدوا على المتني بالضرب أمام أعين أفراد أسرته، ثم خطفوه واقتادوه إلى جهة مجهولة.

منذ ذلك اليوم، انقطعت أخبار جمال المتني، وحاولت عائلته بشتّى الوسائل، معرفة مصيره، ولكن دون جدوى. في حين كشفت مصادر خاصة للسويداء 24، أن المجموعة التي خطفت المتني، تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، ونقلته على الفور إلى الشعبة في دمشق، بعد اختطافه.

مؤخراً، علمت عائلة المتني، أنه نُقل من الشعبة، إلى سجن صيدنايا، بتهمة تمويل الإرهاب. وأكد مصدر من عائلته في اتصال مع السويداء 24، أنهم تفاجؤوا من التهمة الموجهة له، سيما وأنه أمضى معظم حياته، في الولايات المتحدة، وكان بعيداً عن الاهتمام بالسياسة. ورغم صدور مرسوم عفو من بشار الأسد مؤخراً عن مرتكبي “الجرائم الإرهابية”، لا يزال جمال المتني، معتقلاً حتى تاريخ اليوم في صيدنايا.

السويداء 24، تواصلت مع أحد أبناء المتني، في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي أكد بدوره، أن والده لم يتدخل في السياسة على الإطلاق. وأضاف أنهم تواصلوا مع الخارجية الأمريكية، كون والده يحمل الجنسية، لكن الخارجية لم تقدم لهم أي ردٍ إيجابي، وأبلغتهم أنه لا يوجد في الوقت الحالي علاقات مع النظام السوري.

وأثيرت الكثير من التقارير الصحافية، حول مواطنين يحملون الجنسية الأمريكية، معتقلون لدى السلطات السورية. وكانت صحيفة وال ستريت جورنال، قد كشفت في تقرير لها عام 2020، أن السلطات الأمريكية تعتقد أن الحكومة السورية تعتقل عدة أمريكيين، لا يُعرف عنهم سوى القليل.

كما أكد تقرير الصحيفة وقتها، أن نائب مساعد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كاش باتيل، زار دمشق في عام 2020، وأجرى محادثات سرية، في محاولة لتأمين إطلاق سراح أمريكيين اثنين على الأقل يُعتقد أنهما معتقلان لدى النظام، لكن لم تثمر تلك الجهود في إطلاق أي من المعتقلين الأمريكيين.

وربما يكون اعتقال المتني، ابن محافظة السويداء، الذي يحمل الجنسية السورية، قبل الأمريكية، مرتبط بابتزاز السلطات السورية، دول الغرب، في ملف المعتقلين الأجانب، وهي سياسة تتبعها إيران، في مساومة دول الغرب. إذ تؤكد عائلة المتني، أن اعتقال ابنهم كان بطريقة الخطف، ولم يُسمح لعائلته اتباع أي وسيلة قانونية للإفراج عنه، حتى اليوم. ولو كان متهماً بتمويل الإرهاب، كما يزعم بعض المسؤولين الأمنيين، فكيف سُمح له بدخول الأراضي السورية قبل فترة وجيزة من اختطافه ؟