مخاوف من مجزرة طائفية جديدة في جبل السماق

بعد مضايقات وتهديدات تعرض لها أبناء قرى جبل السماق، في ريف ادلب، من جماعة متطرفة، لقي رجل وزوجته حتفهما، الليلة الماضية، في ظروف غامضة.

المواطن تركي بياس، البالغ من العمر 65 عاماً، تعرض مع زوجته البالغة من العمر 61 عاماً، لأطلاق نار في الرأس، أمام منزلهما في قرية كفتين، الليلة الماضية، ويبدو أن الجريمة حدثت بدافع القتل فقط، في ظل تزايد التعديات على أهالي جبل السماق، من الميليشيات الإرهابية والطائفية، المنتشرة في تلك المنطقة.

ومنذ عدّة أيام، انتشرت مناشدات من أهالي قرية قلب لوزة، والقرى المجاورة، في جبل السماق، تشير إلى تعرضهم لمضايقات وانتهاكات، من ميليشيا الحزب التركستاني الإسلامي، وهي جماعة طائفية متشددة، من أقليم الايغور شرقي الصين، دخلت إلى سوريا عبر تركيا منذ عدة سنوات، للمشاركة في العمليات القتالية، وتنتشر حالياً في ريف إدلب.

ويقطن جبل السماق في إدلب، بضعة آلاف من أبناء طائفة المسلمين الموحدين الدروز، غالبيتهم مسالمون، لم ينخرطوا في الحرب، وقد تم تهجير قسم منهم إلى ريف دمشق والسويداء، خلال السنوات الماضية، ورفض قسم منهم المغادرة، ولا زالوا يتعرضون لسلسلة من الانتهاكات، وصلت إلى حد تنفيذ مجزرة راح ضحيتها العشرات عام 2015، عبر مسلحين من هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً.

وقال أحد أهالي جبل السماق، في اتصال مع السويداء 24، إن المضايقات من مسلحي الحزب التركستاني مؤخراً، أثارت التخوف من تعرض الأهالي لمجزرة جديدة، مشيراً إلى أنه تم الاتصال من وجهاء المنطقة، بقوى الأمر الواقع الموجودة في ادلب، وتم نشر نقطة أمنية في قرية قلب لوزة، لمنع تلك التعديات. وأضاف أن الجريمة التي حصلت بحق الرجل وزوجته، الليلة الماضية، تفاصيلها غامضة لغاية الآن، ولم يعرف من الجهة التي تقف خلفها.

ويرتبط أهالي جبل السماق، بعلاقات متينة مع محيطهم، من قرى الريف الإدلبي، وكان أهالي جبل السماق قد فتحوا منازلهم لاستقبال المهجرين منذ بداية الحرب. ولم تقتصر الانتهاكات التي تعرضوا لها، على الجماعات المتطرفة، إذ تعرضت مناطقهم وبيوتهم لعمليات قصف من الجيش السوري والقوات الروسية، خلال السنوات الماضية، راح ضحيتها عدد من أهالي المنطقة، بينهم نساء وأطفال. ليبقى ابناء جبل السماق، كما أهالي ادلب، بين مطرقة الجماعات الإرهابية، وسندان الطائرات الحربية الروسية والسورية.