رأي: البحث عن شارع موالٍ في السويداء بأدوات مستهلكة

لم تنتهي محاولات السلطة ومساعيها لإثارة انقسام في على المستويين الديني والاجتماعي في محافظة السويداء، في أسلوب مفضوح لم تنل فيه إلّا الفشل.

محاولات متكررة فاشلة، لخلق شارع مؤيدٍ للسلطة، مقابل الشارع المنتفض في السويداء ضدها اليوم؛ بدأت عبر مواليها في ريف دمشق، وصولاً إلى لبنان، وعادت أخيراً إلى السويداء، دون أن تحقق غرضها، فزخم الحراك الشعبي في تزايد، والأدوات التي تستخدمها، مُستهلكة.

من الشيخ “المُستجد” معن صافي في ريف دمشق، إلى وئام وهاب في لبنان، وصولاً إلى حسن الأطرش في السويداء؛ وأخيراً الشيخ عبد الوهاب أبو فخر، الذي تلى بياناً قبل أيام، باسم “الهيئة الروحية للمسلمين الموحدين”، يُعلن فيه وقوفه مع “قائد الوطن”.

هيئة روحية مُستجدة أيضاً لم يسمع بها أحدٌ من قبل، ولا تحمل توقيع أي مرجعية من المرجعيات الروحية الرئيسية في محافظة السويداء، فحتى سماحة شيخ العقل يوسف جربوع، فشلت كل محاولات السلطة باستقطابه لتصدير موقف منه ضد الحراك الشعبي، وإن كان موقفه لا يُلبي تطلعات الشارع، لكنه لم يقف ضده.

عبد الوهاب أبو فخر، وبيانه المنفرد، استحضر للمعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، موقفه إلى جانب الطريد راجي فلحوط، قبل سنة ونيّف من الآن. فمن وقف مع تاجر المخدرات راجي فلحوط يوماً ما في صلحة العار، لن يتردد عن دعم أسياده اليوم.

الحامل الاجتماعي لانتفاضة السويداء، بات يلفظ أي شخصية تنحاز إلى السلطة، فالتاريخ يُسجل، ومن اختار الوقوف إلى صف المطالبين بحقوقهم المشروعة، ترتفع صورته بالساحات، أما من وقف في المقلب الآخر، فقد خسر الرهان.

ويبقى السؤال الأهم، أي شارع موالٍ تبحث عنه السلطة اليوم، في وقت يقبع فيه 90% من السوريين تحت خط الفقر ؟ أي شارعٍ مؤيد لسياساتها التي أنهكت البلاد والعباد ؟ من الواضح أنها لن تجد إلّا شخصيات مُستجدة، وأدوات مستهلكة.

صورة من الأرشيف لأبو فخر وفلحوط.