محاولات بعثية للالتفاف على حراك السويداء

دعا الرفيق البعثي حسن عبدالله الأطرش، لاجتماع عائلات مدينة السويداء اليوم 23 أيلول، في مضافة الطرشان “السويداء”، من دون تبيان سبب الدعوة.

وقالت مصادر للسويداء 24، إن هدف الاجتماع هو للضغط على عائلات مدينة السويداء، و”تخجيلها بالمونة” لكي تظهر في موقف موالٍ للنظام. إذ يسعى الرفيق حسن للالتفاف على مطالب الناس في ساحة الكرامة، والتحريض عليهم، من باب أن المطالب المعيشية “محقة” لكن سقفهم السياسي “المُطالب بإسقاط النظام” غير مقبول. وتشير المصادر إلى أن حسن، وجّه الدعوة إلى جميع عائلات مدينة السويداء، وإلى سماحة شيخ العقل يوسف جربوع، الذي يتعرض بدوره لضغوط كي يحضر الاجتماع مرغماً.

وكان الرفيق حسن، وهو رئيس مكتب الاقتصاد في فرع حزب البعث في السويداء، قد حاول قبل أسبوعين الدعوة لاجتماع عائلات مدينة السويداء، بغرض الحصول على تفويض منهم لإعادة فتح فرع الحزب الذي أغلقه المتظاهرون. وقد رفضت عائلات السويداء جملة وتفصيلاً تلك الدعوة.

الرفيق حسن الأطرش، هو ابن الراحل عبدالله الأطرش، عضو مجلس الشعب التاريخي عن محافظة السويداء. وحسن، تمكن عبر علاقاته السلطوية، من فرض زعامته على آل الأطرش الكرام في مدينة السويداء، وبالتالي زعامته على المدينة. إذ أنه تقليدياً، لمدينة السويداء زعيم برتبة باشا، تختاره عائلاتها. وقد درج العرف على أن يكون زعيم آل الأطرش في مدينة السويداء، هو باشا المدينة.

حسن، مثل أبيه الراحل، ليس باشا للسويداء. إذ أن الزعامة التاريخية للمدينة هي من حصة أبو محمد إسماعيل الأطرش، الذي سجن وتعرض للتعذيب بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قادها حينها الرائد سليم حاطوم، في العام 1966. إسماعيل، لم يشارك في الانقلاب، لكنه اعتقل وعذّب بتهمة التكتم على المعلومات، لأنه لم يشِ برفاقه.

إسماعيل، طرد خارج سوريا، ومنع من دخولها حتى أواخر الثمانينيات، وخلال تلك الفترة، تم بناء زعامة موالية للنظام، عبر شخص الراحل عبدالله الأطرش.

حالياً، ما زال أبو محمد اسماعيل الأطرش حياً يرزق، لكن لحزب البعث، وللأجهزة الأمنية، رأياً مختلفاً. إذ يحاول حسن السيطرة على مضافة الطرشان، واعتبارها امتداداً لفرع حزب البعث. والحال انه آن الأوان لوضع حد لتدخل حزب البعث في كل القضايا العائلية والتقليدية والشعبية.

حسن اليوم، وفي ظل عجزه عن الاستماع لرأي الناس وصوتهم المدوي في الساحات، يحاول الالتفاف عليهم، وإعادتهم إلى حظيرة حزب البعث. وهو بذلك، يستخدم موقعاً مسروقاً، لم يكن له يوماً. حسن الأطرش، يحاول اليوم تشويه تاريخ آل الأطرش في السويداء، وتحميلهم وزراً تاريخياً ثقيلاً، نتيجة تبعيته المطلقة لحزب البعث. إذ، لا يجوز بأي شكل من الأشكال، أن يكون زعيم شعبي برتبة حزبية. ففي أي لحظة نزاع بين السلطة والشعب، مع من سيقف حسن؟ معركة محسومة ومنتهية.