عمليات انتشال الضحايا تنتهي في ريف السويداء

انتهت عمليات البحث والإنقاذ بين الأنقاض، بانتشال آخر جثة في بلدة عرمان بريف السويداء الجنوبي الشرقي، للسيدة المسنة روزا الحلبي، لتكون الحصيلة النهائية للمجزرة، عشرة ضحايا، بينهم خمس نساء، وطفلتين.

جهود مضنية لفرق الإطفاء والدفاع المدني، وعشرات المدنيين، استمرت لأكثر من عشر ساعات في عمليات البحث بين الأنقاض. جثة وراء جثة، فاجعة غير مسبوقة على بلدة عرمان، انتهت بحصيلة كبيرة، وصفها الأهالي بالمجزرة.

مراسل السويداء 24 الذي واكب عمليات انتشال الضحايا منذ الساعات الأولى لحدوث القصف، وصف المشاهد بالمهولة والصادمة. غالبية الجثامين انُتشلت أشلاءً، الصدمة بدت واضحة على وجوه الأهالي والحاضرين، بيوت مدمرة، وكأن مشاهد القصف والدمار التي لم تألفها محافظة السويداء منذ عام 2011، باتت عنوان المرحلة.

شيعت جماهير غفيرة من الأهالي جثامين الضحايا العشرة، وسط حالة من الغضب والاستياء. ندد المشيعون بهمجية القصف التي تُذكر بمشاهد الحرب في غز.ة، وجهوا سهام غضبهم للسلطات الأردنية، والسورية التي تبدو من صمتها متواطئة بما يحصل.

وارتفعت الأصوات ضد إير.ان، “السبب الرئيسي في هذه المحنة”، وفق ما قال أحد الحاضرين أمام جموع المشيعين.

عبارات الاستياء والتنديد لا تكفي لوصف حالة الغضب بين الأهالي، فالجار العزيز على قلوب سكان المنطقة، بات يقصف بلا هوادة، والنظام السوري فاقد السيادة، لم يصدر أي تعليق على المجز.رة، وكأنها حصلت في قارة بعيدة، وفي بقعة جغرافية لا تعني شيئاً له.

طالما أن جميع الأطراف الإقليمية والدولية متفقة على أن تجا.رة المخد.رات تديرها إير.ان، فما ذنب المجتمع المحلي ليتحمل كل هذه القسوة ؟ وهل يستطيع هذا المجتمع المنهك من تداعيات الحرب مواجهة هذه الآفة منفرداً ؟

آلا تواجه الدول المستقرة مصاعباً كبيرة في مكافحتها ؟ أين العالم عن كبار التجار المعروفين للقاصي والداني والمعاقبين دولياً ؟ يبدو أن الأجوبة على هذه الأسئلة لا تشغل بال أحد، بعدما أصبحت دمائنا مستباحة لكل من هب ودب على هذه الأرض.