مبادرة من رجال الكرامة إلى الأردن “لتجنيب المدنيين الموت المجاني”

أعلنت حركة رجال الكرامة، أكبر الفصائل العسكرية في السويداء، عبر بيان مطول، عن مبادرة موجهة إلى الجانب الأردني، أكدت فيها استعدادها لملاحقة جميع المتورطين بتهريب وتجا.رة المخدرات، بعد تقديم الجانب الاردني قوائم بأسماء المتورطين.

وحمل البيان 9 بنود، بعدما وجه اللوم بشكل صريح للنظام السوري المسؤولية المباشرة عن كل ما يحصل في هذا الملف، كما دعت المجتمع المحلي والوجهاء والمرجعيات الدينية، للوقوف عند مسؤولياتها.

نص المباردة وفق الصفحة الرسمية:

بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمة لكل روح بريئة أُزهقت بغير ذنب في بلادنا التي تعهّدها الموت وسكنتها المصائب منذ عقود.

تتسارع الأحداث جنوبي سورية، خاصة في السويداء التي تشهد مؤخراً تكراراً للقصف الجوي الأردني تحت عنوان مكافحة المخدرات. قصف بات يطال مواقع مدنية، ضمن القرى المأهولة، ما يتسبب بدمار كبير في الممتلكات والأرزاق، وإرهاب للمجتمعات المحلية، وسقوط شهداء مدنيين أبرياء بينهم أطفال ونساء، كما حصل مؤخراً في بلدة عرمان.
ويجري ذلك في ظل التخلي المقصود من الجهات الرسمية في الدولة السورية عن دورها في حماية السيادة السورية، ودورها في مكافحة المخدرات بل أيضاً في تسهيل تحويل المنطقة الجنوبية إلى معبر غير شرعي لتهريبها، وترك المجتمع منفرداً لمواجهتها. لا بل تتساهل أجنحة أمنية وعسكرية، في نشر الفوضى الأمنية، وتسهيل عبور شحنات المخدرات إلى السويداء وتحويلها إلى منطقة تخزين وتهريب إلى الأردن.
وكما تشكل المخدرات خطراً يهدد الأمن الوطني الأردني، فإنها تشكل خطراً رهيباً على مجتمع السويداء، بعدما باتت تنتشر بين شبابه وتدمر مستقبلهم، وتسيء إلى تاريخنا وانتمائنا إلى هذه الأرض.

ولكوننا، في حركة رجال الكرامة، أحد المكونات الأصيلة في مجتمع السويداء، فقد أخذنا على عاتقنا حماية الجبل من أي اعتداء. ومن موقع المسؤولية الأهلية والتاريخية ذلك، نقوم بواجبنا في الدفاع عن أرضنا وأبنائنا ضد كل المخاطر المحدقة.

خلال الشهرين الماضيين، ألقينا في حركة رجال الكرامة، القبض على أكثر من 30 تاجراً ومروجاً ومهرباً للمخدرات. ونؤكد مواصلتنا العمل على مكافحة هذه الآفة الخطيرة ومتابعة خطوط تهريبها عبر الحدود، وملاحقة شبكاتها، ومروجيها لكننا، نؤكد في الوقت ذاته، أن اجتثاث هذه الشبكات بشكل نهائي يتطلب تظافراً للجهود الإقليمية، الدولية والمحلية. كما نؤكد أن الاعتداء على المدنيين لن يكون حلاً يردع تجار ومهربي المخدرات، بل سينقلب بنتائج عكسية غير مرجوة ولا مبتغاة.

وبناء على ما سبق، نعلن في حركة رجال الكرامة، عن مبادرة نتقدم بها للجانب الأردني، لتجنيب أهلنا من المدنيين هذا الموت المجاني، وللحفاظ على علاقة الجيرة الطيبة مع المملكة الأردنية الهاشمية. وتقوم هذه المبادرة على العناصر التالية:

1-نُطالب من قيادة المملكة الأردنية، وقف العمليات العسكرية ضد المواقع المدنية، والتحلي بالحكمة والبصيرة، وعدم تعريض علاقاتنا التاريخية للضرر. كما نطلب منها، توخي الحذر، كل الحذر، عند تنفيذ أي عملية، واطلاعنا على تحركاتهم العسكرية والتنسيق معنا.

2- نطالب القيادات العسكرية في المملكة المسؤولة عن القصف السابق برفع الضرر الواقع على ممتلكات المدنيين، وتعويضهم على خسائرهم، والتحقيق الشفاف بمصادر معلوماتهم التي تسببت بسقوط شهداء مدنيين، والاعتذار لذويهم معنوياً، والتعويض عليهم مادياً. كما نطالب بوقف الاستهداف العشوائي للمساكن والأراضي الزراعية، التي تشل الحركة في القرى الجنوبية، وتسبب بنزوح جماعي عنها.

3-نطلب من المملكة الأردنية، وبالطريقة التي تناسبها، تسليمنا لوائح بأسماء المتواجدين ضمن محافظة السويداء ممن تعتقد أنهم متورطون في تجارة وتهريب المخدرات.

4-إننا في حركة رجال الكرامة نُطالب العائلات والمرجعيات الأهلية على مختلف الصعد، بموقف مُعلن وواضح، من المدانين من أبناء السويداء بالتورط في تجارة وتهريب المخدرات، ورفع الغطاء الاجتماعي عنهم، ورفض التوسط لهم.

5- واجهنا في السنوات الماضية الكثير من الضغوط الاهلية والاجتماعية لوقف عملياتنا ضد المخلين بالأمن والآمان، من مهربي مخدرات ومتزعمي عصابات، ونعتقد أن الوقت قد حان لتظافر كل الجهود وعدم منح غطاء أو حماية أهلية بأي شكل من الأشكال لكل من يثبت تورطهم، مهما كانت اسماؤهم، وإن أي تواسط لاولئك المتورطين، سيكون صاحبه شريكاً للمتورط.

6-سنقوم في حركة رجال الكرامة، بمساعدة بقية القوى الأهلية والمدنية وكافة المرجعيات الاجتماعية والروحية في الجبل، بملاحقة أولئك، والتحقيق معهم، ومحاسبتهم إن أثبت تورطهم، بكافة الطرق والوسائل المتاحة، قانونياً وعشائرياً.

7- ندعو الزعامات الدينية والاجتماعية والتقليدية في كل منطقة أو قرية من الجبل، والعائلات، والشخصيات السياسية، لتصدير مواقف واضحة ومعلنة وغير مواربة، ضد كل من يتورط بتجارة المخدرات وترويجها وتهريبها ضمن مناطقهم، وتحديد اولئك المتورطين بالاسم، ومؤازرتنا في ملاحقتهم، وننتظر إعلان هذه المواقف بأسرع وقت ممكن.

8- إننا في حركة رجال الكرامة، نعلن تمسكنا بمبادئنا المعروفية الأصيلة، ورفضنا القطعي للتعدي منا، أو علينا، ونؤكد أننا قد نذرنا أرواحنا كما اعتدتم منا، لحماية أهلنا في الجبل.

9- ندعو جميع الفعاليات والمرجعيات المدنية، الأهلية والروحية في السويداء، للوقوف عند مسؤولياتها، والعمل على استعادة مؤسسات الدولة السورية، لخدمة الشعب، بما فيها القضاء، واعمالها بالحق، ورفض التدخلات السياسية، الأمنية والعسكرية، فيها.