السويداء: الرصاص الحي يفرّق مظاهرة سلمية

في منعطف غير مسبوق للاحتجاجات المستمرة في السويداء منذ آب/أغسطس الماضي، أودى رصاص قوات الأمن بحياة متظاهر، وأصيب آخر بجروح، صباح اليوم الأربعاء، أمام صالة السابع من نيسان.

بدأ تجمع العشرات أمام الصالة، في الساعة العاشرة صباحاً، تلبية لدعوة اطلقها يوم الأمس منظمو الحراك، للاحتجاج على استئناف التسوية الأمنية. تعالت الهتافات المطالبة بالتغيير السياسي، وإسقاط النظام، كما ارتفعت لافتات تؤكد على ذات المطالب.

كان العشرات من عناصر الأمن المدججين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، يتواجدون في الساحة المواجهة للصالة، بحكم أن يوم الاربعاء هو اليوم الثاني من كل اسبوع، لاستقبال الراغبين بتسوية أوضاعهم، بحسب تقرير نشرته السويداء 24 قبل يومين.

هؤلاء العناصر، يتبعون لأجهزة أمنية مختلفة، ويرافقون لجنة التسويات في أيام انعقادها.

وصالة السابع من نيسان، مبنى مخصص للمناسبات، يقع شمال مركز المدينة، بالقرب من دوار الشعلة، مقابل مدرسة المتفوقين. ومنذ عام 2022، اتخذت الأجهزة الأمنية هذه الصالة، كمركز للتسويات، تستقبل فيه لجنة مؤلفة من كافة الأفرع الأمنية الراغبين بتسوية أوضاعهم المتعلقة بالخدمة العسكرية، أو بالقضايا الأمنية.

وعلّقت السلطات عمل هذه اللجنة في شهر تشرين الثاني الفائت، قبل أن تستأنف عملها يوم الاربعاء الماضي، حسب ما أفاد مصدر أمني في اتصال سابق مع السويداء 24.

بعد تجمهر المحتجين أمام الصالة صباح اليوم، توجه قسم منهم باتجاه الساحة حيث يتواجد عناصر الحراسة من قوى الأمن. ما لبث أن نشب جدال لفظي بين عناصر الأمن والمتظاهرين، الذين حاول بعضم اقتحام بوابة الصالة.

عناصر الأمن فتحوا نيران رشاشتهم بالهواء وبشكل عشوائي، في محاولة لتفريق المحتجين، وبدأت ترتد بعض الرصاصات من الجدران، كما توضح مشاهد الفيديو، ما أدى لإصابة شخصين في صفوف المتظاهرين، توفي أحدهما لاحقاً متأثراً بجراحه.

انسحب المحتجون بعد وقوع إصابات في صفوفهم، وانتقلوا في مظاهرة سيراً على الأقدام، من ساحة الشعلة باتجاه ساحة تشرين. اقتحم المتظاهرون هناك مقراً لحزب البعث وأفرغوا محتوياته، ثم أكملوا طريقهم إلى ساحة الكرامة. فيما انتقل قسم آخر إلى دارة الرئيس الروحي للطائفة سماحة الشيخ حكمت الهجري.

سماحة الشيخ الهجري، طلب من المحتجين التمسك بالسلمية، وأدان بأشد العبارات حادثة إطلاق النار، من “أيادي الغدر”، داعياً إلى تشييع الضحية الذي سقط في المظاهرة “شهيداً للواجب”. فيما أعلن نشطاء الحراك السلمي نيتهم التوجه إلى ساحة الكرامة صباح الغد الساعة التاسعة، للمشاركة في تشييع الفقيد المقرر في ساحة سمارة.

وتشهد محافظة السويداء منذ الصيف الماضي، مظاهرات واحتجاجات ضد النظام، لم تنقطع يوماً واحداً. ونادراً ما تتدخل الأجهزة الأمنية في هذه الاحتجاجات، باستثناء حالة واحدة في الاسابيع الأولى من الحراك عندما حاول المحتجون اقتحام مبنى قيادة فرع الحزب المدجج بعناصر الحراسة، وأصيب حينها ثلاثة متظاهرين بجروح.

صور وثقتها كاميرا السويداء 24 اليوم الاربعاء.