السويداء: حادثة خطف تترك خلفها مهمة أمنية وسيارة للفيلق

قبل ثلاثة أيام، أفادت مصادر في درعا عن اختطاف مسلحين يستقلون سيارتين إحداهما تويوتا هايلوكس، مختار قرية بويضان في منطقة اللجاة، محمد حسن سيركا، بعد مداهمة منزله. وأكدت المصادر فرار السيارة باتجاه السويداء.

المختار محمد سيركا

بويضان قرية صغيرة غالبية سكانها من الشركس، تقع شرقي طريق دمشق السويداء. وفور حصول عملية الخطف، أخبر أقارب المختار معارفهم في السويداء، عن مواصفات السيارتين، لتبدأ عملية مطاردتهما من مجموعات أهلية وفصائل محلية في عدة قرى بالسويداء.

مصادر خاصة كشفت للسويداء 24، أن عملية المطاردة وملاحقة الخاطفين، أجبرتهم على إخلاء السيارة التيوتا الهايلوكس، بالقرب من معامل بلدة الثعلة في الريف الغربي للسويداء، حيث كانت وجهة السيارتين إلى محافظة درعا.

السيارة تتبع للواء الثامن في درعا

استولت المجموعات الأهلية في السويداء على السيارة التيوتا، في حين نجحت السيارة الثانية بالفرار ويبدو أن المخطوف كان بداخلها. لكن الملفت، أن السيارة التي تركها الخاطفون خلفهم، كان بداخلها وثائق بغاية الأهمية، حصلت السويداء 24 على نسخة منها، بعدما فتشها الأهالي.

السيارة الهايلوكس، تحمل لوحة دمشق رقم 701202، مع مهمتين من السلطات اكتشفتا بين الوثائق بداخلها. الأولى من شعبة المخابرات العسكرية، للوحة تحمل الرقم 605289 ريف دمشق، والثانية من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، تحمل الرقم 26099.

كما عثر داخل السيارة على صورتين لشخصين يرتديان الملابس العسكرية، سهلتا عملية التعرف على تبعية السيارة أكثر، حيث تبين أنهما من محافظة درعا، وينتميان للواء الثامن، التابع لشعبة المخابرات العسكرية، وهو من فصائل التسوية الذي كان يحمل اسم “لواء شباب السنة”، قبل عام 2018، ويقوده أحمد العودة في محافظة درعا.

ومن خلال مراجعة مشاهد فيديو متوفرة على الانترنت، لأرتال يسيرها اللواء الثامن الذي ينشط في ريف درعا الشرقي، تظهر في أحد المشاهد بشهر شباط/فبراير الماضي، نفس السيارة داخل رتل عسكري، وعليها لوحة ريف دمشق 605289، أي اللوحة نفسها المرفقة بمهمة من شعبة المخابرات العسكرية.

كل هذه المؤشرات، تثبت بشكل قاطع أن هذه السيارة التي استخدمت في عملية خطف المختار محمد سيركا، تعود لجماعة اللواء الثامن. لكن الحادثة تحمل إشارات استفهام كثيرة، عن مصير المخطوف، ومدى تورط اللواء الثامن في العملية، في الوقت الذي يحرص أن يظهر نفسه فيه مكافحاً لعمليات الخطف والفلتان الأمني.

ما هي رواية اللواء الثامن ؟

تواصلت السويداء 24 مع مصدر من اللواء الثامن، الذي يتخذ من مدينة بصرى الشام قي ريف درعا معقلاً رئيسياً له، للاستفسار عن تبعية هذه السيارة. المصدر لم ينكر أن السيارة تتبع للواء الثامن، وقال إن قيادة اللواء سلمتها لمجموعة تتبع لها، خارج مدينة بصرى.

المصدر لم يسمي المجموعة التي من المفترض أنها تسلمت السيارة، وسرد بالتفاصيل أن قائد تلك المجموعة أرسلها قبل أيام للصيانة في كراج سيارات. وقال إن صاحب الكراج “تواطئ” مع مجموعة أشخاص من منطقة اللجاة ونفذوا فيها عملية الخطف، وأنهم كانوا يحاولون بيع السيارة في السويداء. كما تحدث المصدر عن “فتنة” تهدف لتشويه “سمعة” اللواء الثامن.

وأضاف المصدر أن اللواء الثامن احتجز عدداً من “المتورطين” في الحادثة، ويجري تحقيقات معهم، وأن  عملية البحث عن المختار المخطوف تجري في عدة مناطق، وستتواصل حتى يتم الإفراج عنه.

مخاوف من تلفيق اتهامات

مصادر إعلامية في درعا قالت إن اللواء الثامن احتجز تاجر أسلحة مقرب من القيادي البارز في اللواء علي باش، إضافة إلى اثنين من عشائر بدو السويداء النازحة إلى درعا، من آل الدكاك، وذلك بتهمة خطف المختار واستخدام السيارة التابعة للواء الثامن في عملية الخطف.

لكن رواية اللواء الثامن الضعيفة في هذه الحادثة منذ بدايتها، والذي لم يتحرك إلا بعد انكشاف أمر السيارة، تترك مخاوفاً من تلفيق اتهامات بحق أشخاص أبرياء، أو إظهار اعترافات بعد تسجيلها في ظروف لا يعرفها إلا من زار سجون اللواء الثامن، حسب ما أفاد أحد ابناء العشائر في اتصال مع السويداء 24.

وتساءل المصدر: هل يعقل أن يتجرأ اشخاص من العشائر على استخدام سيارة تعود لأقوى الفصائل العسكرية في درعا، لتنفيذ عملية خطف فيها على بعد أكثر من 60 كم، وهل من المنطق أن يوضع أبناء العشائر شماعة في كل الحوادث، حتى تلك التي تبدو بصمات قوى الامر الواقع واضحة فيها ؟