في عرمان ولبّين: مبادرات أهلية لمواجهة أزمة المياه

شهدت بلدتا عرمان ولبين في ريف السويداء تحركات أهلية لمواجهة أزمة المياه، في مبادرات تهدف إلى تحسين وصول المياه وضمان توفيرها للسكان، عبر جمع اشتراكات مالية من جيوبهم.

وتأتي هذه المبادرات الأهلية في الوقت الذي تقول فيه الجهات المعنية والحكومية في السويداء، إن ملف المياه بات “شغلها الشاغل” في هذه الفترة. وبالفعل، يُلحظ نشاطٌ للمحافظة ومؤسسة المياه في مناطق متفرقة، لكنه يسير بوتيرة بطيئة جداً.

في بلدة عرمان التي تعاني من نقص حاد في مياه الشرب، اطلقت “لجنة متابعة أزمة المياه” في البلدة، وهي لجنة أهلية؛ مبادرة تتضمن مجموعة من الخطوات، بدأت بإصلاح مولدة البئر الرابع، بتمويل مشترك بين المجتمع المحلي ومؤسسة المياه.

لكن مع تردي وضع الكهرباء في المنطقة، وعدم قدرة المولدة على تغطية الاحتياجات، تم اللجوء إلى تركيب طاقة شمسية على نفقة المجتمع المحلي، بهدف زيادة كميات المياه المستخرجة من الآبار، وفق إعلان اللجنة الذي نقلته صفحة عرمان بنت الجبل.

كما تتضمن المبادرة حفر بئر مياه جديد وتجهيزه، حيث أن الكمية الحالية من المياه لا تغطي سوى 40% من احتياجات البلدة. وتم جمع مبالغ مالية من الأهالي بمقدار مئة ألف ليرة سورية عن كل دفتر عائلة كدفعة لمرة واحدة، حيث تمكنت اللجنة من جمع 130 مليون ليرة سورية حتى الآن، بنسبة 50% من المبلغ المتوقع جمعه.

اللجنة ناشدت سكان البلدة الذين لم يشاركوا بعد في المبادرة أن يسهموا بشكل فعال، كما وجهت نداءً خاصاً إلى المغتربين لدعم هذه الجهود لضمان استكمال المشروع الذي يهدف إلى توفير المياه للجميع.

أما في قرية لبين، انطلقت مبادرة أهلية لتأمين غاطس للبئر المحلي، مما سيسهم في توفير المياه بكميات مقبولة. وقررت اللجنة الأهلية المسؤولة عن المشروع جمع مبلغ خمسين ألف ليرة سورية من كل دفتر عائلة، وهو ما يمثل نصف تكلفة نقل مياه واحدة، مع فتح باب التبرعات لجميع الأهالي والمغتربين الراغبين في المساهمة.

ويؤكد القائمون على هذه المشاريع أن نجاحها يعتمد على مساهمة الجميع، مما يبرز أهمية الدور المجتمعي في تعزيز الخدمات الأساسية في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المحافظة، لا سيما مع تخلي الدولة عن دورها الرعائي.