دفعت موجة الجفاف التي حلّت في جنوب سوريا وبادية السويداء نسبةً كبيرةً من مربي المواشي من قاطني البادية إلى الرحيل نحو شرق البلاد، بحثاً عن المراعي، في ظل الارتفاع الحاد في أسعار الأعلاف، وانخفاض أسعار المواشي.
وقالت مصادر محلية من البادية للسويداء 24، إن أكثر من 50% من مربي المواشي من عشائر بادية السويداء ارتحلوا إلى عدة مناطق في شرق البلاد، مثل بادية دير الزور وريفها، وبادية حمص، بحثاً عن المراعي لمواشيهم، مشيرين إلى موجة جفاف غير مسبوقة منذ سنوات في بادية السويداء وجنوب سوريا بشكل عام.
وأوضحت المصادر أن نسبة المراعي هذا العام في بادية السويداء وأريافها ضئيلة جداً، مشيرةً إلى أن غالبية مربي المواشي الذين يمتلكون قطعاناً كبيرة انتقلوا من البادية، فيما بقي فيها المربّون الذين يمتلكون قطعاناً صغيرة.
ولا تقتصر أزمة مربي الماشية هذا العام على الجفاف فقط، إذ يفاقم غياب الدعم الحكومي من معاناتهم، في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف أضعافاً مضاعفة. فقد ارتفع سعر الطن الواحد من الشعير إلى 5 ملايين ليرة سورية، والنخالة إلى 4 ملايين، والخبز اليابس إلى 3 ملايين ليرة.
“قبل عام واحد، كان ثمن رأس الماشية الواحد يكفي لشراء طن من العلف، أما اليوم فنحتاج إلى بيع أربعة رؤوس لشراء طن واحد من الشعير”، يقول أحد مربي الماشية للسويداء 24، مشيراً إلى أن هذه الفروقات الكبيرة في الأسعار تهدد الثروة الحيوانية في بادية السويداء وأريافها هذا العام.
وأضاف المصدر أن نسبة المراعي في أرياف السويداء ضئيلة أيضاً، كما أن كلفة ضمان الأرض مرتفعة. وأكد أنه حتى اليوم، لم تقدّم الحكومة السورية الحالية أو السابقة أي دعم أو مساعدة لمربي الماشية، مشيراً إلى أن المسألة تتطلب تدخلاً عاجلاً لدعم أسعار الأعلاف على أقل تقدير.
ودعا عدد من مربي المواشي جميع الجهات المعنية، بما فيهم وزير الزراعة ومحافظ السويداء، إلى الوقوف عند معاناتهم، ومدّ يد العون لهم من جانب الحكومة لتجاوز أزمتي الجفاف وارتفاع الأسعار، اللتين تسببتا بخسائر مادية فادحة لهم.