انقضت 4 سنوات وقوع تفجيرين مزدوجين ضربا محافظة السويداء، استهدف الأول قادة حركة رجال الكرامة، والثاني استهدف المدنيين بشكل عشوائي، في ثاني أكبر مجزرة بالسويداء خلال سنوات الحرب الاخيرة.
أبرز المستهدفين، كان الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، الذي شكل تجمعاً عسكرياً محلياً من ابناء المحافظة عام 2014، عرف باسم حركة رجال الكرامة، إذ كان من ابرز المناوئين لسياسات المخابرات العسكرية، والفاسدين في الدولة، كما أنه شكل سداً منيعاً أمام التنظيمات المتطرفة، التي كانت متتشرة على أطراف المحافظة.
الساعة الرابعة تقريباً مساء الرابع من أيلول، 2015 كان الشيخ البلعوس وقادة الصف الأول في الحركة، في موكب سيارات، متجهين إلى قرية سالي لتشكيل فصيل جديد، وبعد خروجهم من مدينة السويداء شرقاً، على طريق الجبل تحديداً، تم استهدافهم بعبوة ناسفة، يرجح أنها زرعت في الأسفلت، وتزامن التفجير مع تعرض الموكب لإطلاق نار كثيف.
أدى التفجير الأولى لاستشهاد الشيخ وحيد البلعوس ومن معه في السيارة على الفور، ومنهم ابرز القيادات حينها الشيخ فادي نعيم، كما أصيب عدد من قادة وعناصر الحركة، جراء إطلاق النار، قبل أن يقع تفجير ثاني بعد قرابة ساعة من التفجير الاول، استهدف مدخل المستشفى الوطني الذي كان مكتظاً بالمدنيين، وتزامن تفجير المستشفى مع وصول جرحى وشهداء التفجير الاول.
وبحسب ما ذكرت مصادر طبية حينها، سبب تفجير المستشفى استشهاد ما لا يقل عن 35 مدني، بين نساء واطفال ومسنين، ما أشعل غضباً واسعاً في السويداء، إذ اتهم مناصروا الشيخ وحيد البلعوس، المخابرات العسكرية بما حصل، لتندلع مواجهات عنيفة بين مناصري الشيخ، والمخابرات، أدت لسقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وتطورت الأحداث لإسقاط محتجين تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد وسط السويداء، قبل أن يعم الهدوء المحافظة في اليوم الثاني.
المخابرات العسكرية المتهم الأول بما حدث، بعد 24 ساعة من التفجير زعمت أنها قبضت على منفذه، وعرض التلفزيون الرسمي السوري في تمثيلية وصفت بالهزلية رجلاً من أبناء المحافظة يدعى وافد ابو ترابة، اعترف بأنه نفذ التفجيرات برفقة 3 اشخاص أخرين، ليختفي ابو ترابة من يومها، دون عرضه على القضاء او معاملته بطريقة قانونية، وفي عام 2018 وصلت برقية وفاته لعائلته.
أما بقية الأسماء التي ذكرها ابو ترابة على التلفزيون الرسمي، لا زال غالبيتهم موجوداً في المحافظة، ولم يقدم أهالي ضحايا التفجيرات أي دعاوى قانونية ضدهم، ما يؤكد أن ابناء السويداء لم يقتنعوا بالتمثيلية التي عرضتها المخابرات، تمثيلية تزيد من مؤشرات فرضية وقوف المخابرات العسكرية وراء الحادثة، وفق ناشطين.
ومن ابرز المنشورات التي اطلعت عليها السويداء 24 في ذكرى المجزرة، كان تدوينة للمحامي ايمن شيب الدين، كتب في جزء منها “تحت وطأة الخوف وخلف منظومة النفاق، نأى الكثير الكثير من أهالي السويداء بأنفسهم عن المطالبة بالحقيقة في كشف الجناة، وكانت مسرحية اعترافات الوافد ابو ترابة، حبل نجاة لهم، رفعت عنهم ثقل الحقيقة ومرارتها وعبء المواجهة، إذ “النظام” هو المتهم، فصمتوا” .!
مضيفاً، “اليوم وفي كل يوم، ستبقى تلك المذابح عالقة في ذاكرتنا، ولن تستقر النفوس وتشعر بالسلام والعدل، إلا بكشف الحقيقة علنية، ومحاسبة المجرمين وتحقيق العدالة. في سورية يجب إنشاء “محاكم خاصة” وفق المعايير الدولية، للتحقيق في مثل تلك المجازر الإرهابية، ولمحاكمة مجرمي الحرب على امتداد الوطن السوري”.
ما رأيك؟