التنمر ظاهرة متفاقمة في #السويداء، ما علاقة #الكورونا والمشاريع المدرسية بذلك..!!

يعاني الكثير من الأشخاص حول العالم من ظاهرة التنمر بطرق وأشكال متعددة، وينال الأطفال والبالغين في محافظة السويداء حصتهم من هذه الظاهرة الخطيرة.

وهذا ما دفع فريق السويداء 24 للإضاءة على هذه الظاهرة التي تحمل في ثناياها قصص مؤلمة لضحايا التنمر في مجتمعنا، فالتنمر حقيقة متفشية في مدارس وشوارع ومنازل المحافظة.

ما علاقة المشاريع المدرسية بظاهرة التنمر..؟!

تعرض عدد من الطلاب في السويداء للتنمر من زملائهم في المدرسة بعد رفض مشاريعهم من قبل بعض المعلمين بطريقة غير لائقة، حيث وثقت السويداء 24 شكاوى عدة لأهالي طلاب من المحافظة يتحدثون عن الألم النفسي الذي عانى منه أطفالهم، نتيجة رفض مشاريعهم البسيطة التي عمل الطلاب على صناعتها، وقبول مشاريع زملائهم المكلفة مادياً والتي أنجز ذويهم جزءاً منها أو كلها أحياناً.

فيما تحدثت إحدى الأمهات عن رجاء طفلها لمعلمته بتعليق مشروعه في الصف أسوة بزملائه الذين عدّوه أقل منهم إنجازاً وذكاء، وبالرغم من ذلك لم تعلق المعلمة المشروع، وعند مراجعتها من قبل الأم تحججت بعدم توافر لاصق لديها حالياً، لينتهي العام الدراسي دون تنفيذ رغبة الطفل.!

التنمر يطال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم في السويداء..!

لطالما عانى ذوو الاحتياجات الخاصة والمرضى من التنمر عبر الزمن، إلّا أن التنمر اللفظي على هذه الفئة من المجتمع، بات أمراً شائعاً، دون أي مراعاة لشعورهم.

حلا تحدثت عن قصتها مع التنمر، مبينة أن إصابتها بالعرج في قدمها منعها من الزواج بأحد الشبان بعد قصة إعجاب متبادلة بينهما، حيث رفض ذووه خطبتها له بسبب حالتها الصحية، موجهين عبارات قاسية لها، مشيرة إلى أنه ليس الموقف الوحيد الذي تعاني منه، فهي تتلقى الكثير من النظرات التي تشعرها بالنقص، عدا عن كلمة “يا حرااام..يا خطي..” وغيرها من الكلمات التي تدعي التعاطف لكنها إحدى أشكال التنمر بشكل ما.

بينما تعتبر علياء، وهي تعاني من البدانة لأسباب مرضية، أن المجتمع المحلي غير قادر على تجاوز شكلها للتعامل معها كإنسان يحمل أفكار وثقافة، مؤكدة أنها حاولت مراراً إيجاد عمل في أحد المحال التجارية أو كسكرتيرا في أحد المكاتب، إلا أنهم يرفضوها بشكل مستمر وبحجج مختلفة، لتعلم في نهاية الأمر أنهم يبحثون عن الفتيات ذات مظهر “لائق”، وتكمل “من وضع تلك المقاييس؟ ومن وضع الحق للأشخاص بتشبيهي بالحيوانات الضخمة أو بأشياء غريبة أخرى.؟ متى سيعي العالم فظاعة هذه الألفاظ والتصرفات.؟”

التنمر في زمن الكورونا.؟!

بدأ بعض المواطنين في السويداء، بارتداء الكمامات والامتناع عن المصافحة والتقبيل، للوقاية من فيروس كورونا المتجدد والذي أُعلن عنه كوباء عالمي، وهذا ما رد عليه البعض بشي من الاستهجان تارةً والتنمر تارةً أخرى.!

فرصد مراسل السويداء 24 بعض التعليقات للأهالي على الكمامات، فمنهم من اعتبر من ارتداها مصاباً بالفيروس، فيما سخر آخرون منهم “شو خايف من كورونا” مع ضحكات ساخرة، “شوو هالزلم خايف من شقفة فيروس”.

وبالرغم من اختلاف الرأي بين المصادر الطبية حول فائدة الكمامات في الوقاية من الفيروس، إلا أن التنمر على الملتزمين بقواعد الوقاية الصحية، هو أحد أخطر العوامل التي تساعد على انتشاره، وسط خجل ضحايا التنمر من اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وسائل التواصل الاجتماعي أم التنمر الجماعي..!

أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة أمام المتنمرين للسخرية من الأفراد على هواهم دون حسيب أو رقيب، وبحجة رسم الابتسامة على وجوه الكثيرين ممن لا يدركون تأثير ذلك على الضحايا.

وعبر أحد الناشطين للسويداء 24، عن استغرابه كمية السخرية الذي تحصده منشورات مليئة بالتنمر على صورة لأحد الأشخاص أو لمرض معين أو صور فتيات غير جميلات، ولا يهتم المتنمر إن كان تعليقه سيجرح مشاعر كثيرات تعانين نفس المرض أو غير جميلات، فالأمر بالنسبة له مجرد نكتة يجمع بها كم من الإعجابات..!

ورصدت السويداء 24 في الفترة السابقة منشورات على مجموعات “ترفيهية” خاصة بمحافظة السويداء، منشورات تحمل في ثناياها الكثير من التنمر، وكانت أبرز هذه المنشورات ماتحدث بسخرية عن الفتيات الواتي ينمو الشعر بشكل أكثر كثافة من غيرهن، وعند مطالبة البعض لمدير المجموعة بحذف المنشور كونه مسيء للكثيرات، اكتفى المدير بحذف التعليقات التي لاتسخر من الفتيات.!

السويداء 24 قابلت مرشدة نفسية من المحافظة وتحدثت معها عن أثر التنمر في المجتمع عامة والأطفال خاصة، فبينت أن التنمر ظاهرة عالمية تتجلى بمضايقات يختلقها المتنمر لرغبته برؤية الضيق على وجه ضحيته.

موضحة، أن المسيء يتعمد السخرية من الضحية، وفرض هيمنته بقوة جسدية أو اجتماعية، وذلك بغية التحطيم والتقليل من شأن الآخر، واصفة التنمر بكونه عدو للتطوير والتحديث في المجتمع.

وأكملت، التنمر يحمل آثار سلبية عديدة على الضحية وخصوصاً الأطفال، فيؤدي إلى إنقاص الثقة بالنفس والخجل من الحديث أمام الجماعة، الانعزال والاكتئاب، والخوف من السخرية، ثم العقد النفسية والأمراض.

منوهة إلى أن محاربة التنمر لا تتم فقط من جانب الضحية وإنما يجب العمل على جانب المتنمرين، فبداية يجب تربية الأطفال على المحبة وعدم تشجيعهم على السخرية من الآخرين وتثقيفهم حول الضرر الناجم عن التنمر.

وأضافت كما يجب تعزيز ثقة الطفل بنفسه ومدحه أمام الآخرين وتوعيته حول كيفية التعامل مع المتنمرين، وتنبيهه إلى وجوب إخبار الأهل أو المعلمين بأي حادثة تنمر يتعرض لها وأنهم موجودون لحمايته دائماً.

لافتة إلى ضرورة سَنّ قوانين صارمة للتعامل مع المتنمرين، ونشر حملات توعية في المجتمع حول هذه الظاهرة وآثارها، ودعوة رواد التواصل الاجتماعي للإبلاغ عن المنشورات التي تحمل في طياتها التنمر وعدم التفاعل معها بأي شكل.