وضب أغراضه بعجلة، لايريد أن ينسى شيئا يندم عليه عند وصوله إلى لبنان، أمه تناديه “ياما.. كل مرة بتتاخر هيك السيارة صارت واصلة، حطيت المنشفة، ياتقبرني دير بالك عحالك… لفتلك سندويشي تاكلا عالطريق.
تنهمر الدموع على وجنيتها، ينظر فضل الله إلى أمه” ياما مش محرزي سفري علبنان ساعتين بوصل، لكن عباراته لم يكملها “ياربي ليش حاسس حالي مخنوق؟
لم يدر فضل الله غانم أن رحلته ستطول العمر بأكمله، وأن أحبابه لن يروه حياً مرة اخرى، فالموت كان أقرب إليه.
أيام مرت وعمل يومي يواضب عليه، إنّها بيروت قلب لبنان النابض، آليّة حمقاء سرقت منه 23 عاماً و لهفة أم كانت تترقب فرحه الذي تحول اليوم إلى عزاء ينتحبون لأجله.
سيعود إلى بيته في قريته المشنّف سريعاً، لم تحتمل روحه غربته القريبة البعيدة و شقاء نفسه التي لم يبخل أحد بمدحها و تعلية شأنها، سائلين الرب رحمة فضل الله و متمنين لذويه الصبر و السلوان.
رحل فضل الله غانم مرات ومرات, رحل باحثا عن #وطن يؤمن له عيشاً كريماً, حاله كحال ألاف السوريين الذين غربتهم بلادهم وجعلتهم يبحثون عن موطأ قدم لهم في مكان بعيد يضمن لهم حياة كريمة.
حيث توفي اليوم المواطن “فضل الله صياح غانم” من بلدة المشنف بريف السويداء في بيروت عاصمة لبنان, إثر تعرضه لحادث سير أثناء توجهه لمكان عمله.
لا يمر شهر إلا وتوثق السويداء 24 وفاة أحد أبناء المحافظة في دول الاغتراب إثر حوادث مختلفة, فهل لعنة القدر حلت على أبناء هذه الأرض أينما وجدوا ؟!