الرئاسة الروحية: تحريك الفصائل من داعميها لأخذ دور الدولة فتنة تورث الحقد والدم

دعت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، أبناء محافظة السويداء، إلى عدم الانجرار والانغماس في الأجواء الموتورة التي “بدأت تظهر فيها ملامح الفتنة وإراقة الدماء دون ثمن”.

وصدر بيان عم الرئاسة الروحية ممثلة بسماحة الشيخ “حكمت الهجري” اليوم الخميس 4/3/2021، جاء خمسة بنود، تشير إلى رؤية الرئاسة الروحية من الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة من اشتباكات وتناحر بين مجموعات محلية مسلحة.

وأكد البيان أن “تحريك الفصائل الاجتماعية المسلحة من قبل داعميها لأخذ دور الدولة وسلطة القانون، هي فتنة تورث الحقد والدم والعبث بالنسيج الاجتماعي، وخاصة عندما يتحول الأمر الى الاقتتال والتناحر بين العائلات الكريمة فالجميع اهل وأخوة، وهذا الدمار هو ما يريده المخططون لتقويض أركان مجتمعنا الكريم المتماسك عبر القرون من الداخل، ونحن نحذر منه ونخشاه”.


مضيفاً أن قمع مظاهر الانحراف والسلوكيات الشاذة، هي مسؤولية الدولة بأجهزتها المختصة، وقواها العسكرية والأمنية وسلطاتها القانونية، وليست مهمة الفصائل التي “أضحت تعمل لتصفية حساباتها بين بعضها بتحريض مفتعل، كي يقتل بعضنا البعض من أبناء وطنه وجلدته، وكي نحمل البغضاء على بعضنا فنتفرق، لغايات وأهداف مادية رخيصة توجه من بعض السفهاء”.

كما لفت البيان إلى أن “الرئاسة الروحية من خلال معاناتها ورؤيتها تؤكد على ضرورة ادخار الأسلحة والذخائر وصونها لوقت الحاجة لأمر طارئ لم يكن بالحسبان لان انتشار الأسلحة العشوائي، وظواهر إطلاق النار في كل مناسبة او بغير مناسبة أمر أساء وأذى الجميع، وكي لانفسح المجال للعبث ببعضنا ونتلهى عن اساسيات وجودنا وحياتنا وكرامتنا”.

واستطرد أن “جميع عناصر هذه الفصائل الاجتماعية هم أبناؤنا وشبابنا، وأي خروج وانحراف عن مسالكنا وقيمنا التوحيدية الشريفة، هو خسارة لنا جميعا، والكل خاسر ومكلوم، الأهل والوطن، ومن هنا فأن دعوتنا لنزع فتيل الفتنة والاقتتال بين الأبناء واجب وطني وديني وأخلاقي، ونأمل أن يستوعب رأينا هؤلاء الشباب لأنهم أمل المستقبل وعدة الحاضر، ولابد أن تصحو هذه الضمائر وتعود لأصولها وتوحيدها”.

وقد شددت الرئاسة الروحية على أن بيوت الناس الأمنيين لها حرمتها وكرامتها ولا يحق تدنيس حرمتها من اللصوص والمارقين تحت أي ذريعة، و”لكل شخص ورب أسرة حق مشروع في الدفاع عن حرمة عياله وماله وبيته ورزقه وفقاً للقانون والأعراف والتقاليد الشريفة”.

مشيرة إلى أن “هذا الأمر أن لم تعالج مخاطره فنتائجه ستكون وخيمة على المجتمع بعد أن استفحلت وطفح كيلها، وأخشى ما نخشاه ونحذر منه ان تتحول الى شريعة الغاب، والقوي يسحق الضعيف، بدلا من تحقيق سلطة العدالة وأنظمة القوانين التي مازال بعضها حبرا على ورق”.

يذكر أن مدينة السويداء شهدت الأسبوع الماضي اشتباكات بين جماعات محلية مسلحة أدت لسقوط قتيلين وعدة جرحى، وتبعها بيانات من عدة عائلات حول الحادثة، وسط تخوف من أن ممارسات بغض الفصائل المسلحة قد تعمق حالة الانقسام في المجتمع وتؤدي إلى مزيد من الفوضى.