الخطف في سوريا والفدية في لبنان.. شابان من السويداء ضحية لعصابات عابرة للحدود

تروي شهادات لشابين من السويداء تعرضا للخطف في ريف حمص، أثناء محاولتهما الدخول إلى لبنان بطريقة غير شرعية، تفاصيلاً لعمليات خطف واسعة، عصاباتها عابرة للحدود، بين سوريا ولبنان.

مصادر السويداء 24 كانت قد كشفت في وقت سابق من الشهر الحالي، عن تعرض شابين من السويداء للخطف في ريف حمص، إذ اطلق الخاطفون سراحهما مقابل فدية مالية دُفعت في لبنان، ليتبين أنهما كانا محتجزين في سجن يحاكي المعتقلات، يختطف فيه عشرات السوريين.

أحد أقارب الشابين نقل عنهما، أن الحكاية بدأت عندما  تواصل أحد الشابين مع شخص في حمص، حصل على رقم هاتفه من أحد أصدقاءه، على أنه يأمن تهريب الأشخاص من الأراضي السورية إلى لبنان، وعندما اتصل الضحية بالمهرب، طلب منه الأخير التوجه إلى منطقة “الطبالة” في دمشق، حيث كان ينتظرهما سائق، مهمته نقل الضحايا إلى ريف حمص.

واوضح المصدر أن السائق الذي نقل الشابين من دمشق، قام بتسليمهما إلى سيارة أخرى قرب مصفاة “بانياس”، لتتجه السيارة إلى ريف حمص الغربي، حتى وصلت إلى قرية حدودية اسمها “بلقسة”، حيث وضعتهما السيارة في منزل وقال لهما أحد الأشخاص أن عليهما الانتظار حتى يأتي أشخاص أخرين، ليتم تهريبهم سوياً .

مشيراً إلى أنه خلال دقائق دخل الأشخاص ذاتهم الذين اوصلوهم إلى المنزل يحملون الأسلحة، وادعوا أنهم يتبعون للمخابرات العسكرية، وقاموا بنقل الشابين إلى منزل أخر في نفس القرية، إذ تبين أن المنزل الجديد عبارة عن سجن تتخذه العصابة لخطف المواطنين.

وأكد المصدر أن الشابين بقيا مخطوفين لمدة 20 يوماً، وبعدما تواصلت العصابة مع ذويهما وتفاوضت معهم على الفدية، تم الاتفاق على مبلغ 5 آلاف دولار مقابل إطلاق سراحهما وادخالهما إلى الأراضي اللبنانية، واشترطت العصابة دفع الفدية في لبنان بمنطقة “وادي خالد”.

وأشار المصدر في معرض حديثه أن الشابين أثناء احتجازهما كان حوالي 15 مواطن سوري محتجز معهم، بينهم 4 من أدلب تم إطلاق سراحهم مقابل الفدية، وأخرين تعرفا على بعضهم وهم “أمين الحموي” من حمص، و”خالد المصري” من الصنمين ريف درعا، و”عز الدين بالي” من الرحية ريف دمشق، و”عباس موسى” من الحولة ريف حمص.

كما أكدت الشهادات التي حصلت عليها السويداء 24 من أقارب الشابين الذين تعرضا للخطف، أن المنطقة التي اختُطفا فيها تحت نفوذ الحكومة السورية وتنتشر فيها ميليشيات موالية وأخرى تابعة لميليشيا حزب الله، وتنشط فيها عمليات التهريب والخطف.

كذلك حذر الشابين الذين وقعا ضحية الخطف، جميع السوريين من خطورة الدخول إلى لبنان تهريباً عبر ريف حمص، حيث تنشط عصابات تخطف المواطنين دون أي رادع، وتعرضهم لظروف قاسية أثناء فترة احتجازهم ولا يتم إطلاق سراحهم إلى بعد دفع الفدية المطلوبة.

يذكر أن الكثير من الشباب السوريين، يضطرون للتنقل بين لبنان وسوريا، من خلال معابر غير شرعية، نتيجة أسباب عديدة تمنعهم من التنقل عبر الحدود بشكل رسمي، كالمطلوبين للخدمة العسكرية أو الممنوعين من دخول الأراضي اللبنانية، ليقع الكثير منهم ضحايا لعصابات الحدود.