مفاهيم خاطئة تفاقم أمراض الكلية وتزيد معاناة المرضى في السويداء

فقرة تثقيف صحي

تشكل العادات والمفاهيم الخاطئة عائقاً في طريق الرعاية الصحية لمرضى الكلى في السويداء، مما يسهم في تزايد أعدادهم وتفاقم حالاتهم الصحية، مع تطور حالات البعض إلى خسارة الكلية بشكل كامل نتيجة الإهمال أو رفض العلاج.

وكتب الأخصائي في أمراض الكلى والضغط الشرياني د.أحسان اسليم في تدوينة له على فيسبوك، إنّ القصور الكلوي المزمن هو أحد الأمراض الصامتة نسبياً والتي لا تُظهر أعراضاً مبكرة، حيث قد يراجع بعض المرضى الطبيب للمرة الأولى بحالة قصور كلوي نهائي.

مرجعاً ذلك لغياب الكشف المبكر خاصة في حال وجود مؤهبات للمرض، وأهمها داء السكري، الذي يشكل مرضاها أكثر من نصف الحالات، إذ أن الضبط الجيد والمبكر لمرض السكري من شأنه أن يُجنّب المريض اختلاطاته.

وأضاف، أنّ بعض المرضى الذين يعانون من قصور كلوي نهائي يرفضون معالجتهم عبر غسيل الكلى وذلك لامتلاكهم فكرة خاطئة عن العلاج، ما يسهم في تفاقم حالتهم، وفي حال استقر وضع المريض على الغسيل الدموي الدائم، فإن ثقافة التبرع بالكلى، سواء من متبرع حي أو متوفى، مازالت قاصرة، على الرغم من عدم تضرر المتبرع من الناحية الصحية، وذلك لأسباب مختلفة، منها المادية والاجتماعية والدينية والقانونية.

وأردف الطبيب في سياق المفاهيم الخاطئة، أنّ الكثيرين يحجمون عن تناول أدوية ارتفاع الضغط الشرياني الأساسي، مبررين ذلك بـ”ما بدي اتعود عالدوا” ليعود ارتفاع الضغط بالضرر على أعضاء جسدهم كالقلب والدماغ والكلية.

متابعاً، أنّ الوصفات الشعبية ترافق داء الحصيات الكلوية، وهو من الأمراض الناكسة والمنتشرة في السويداء، حيث يتناول المريض أثناء النوبات السوائل الساخنة المنزلية بهدف تخفيف الألم، والنتيجة تكون عكس ذلك تماماً، فيجب التخلص من الحصيات وإعطاء العلاج الدوائي لها تحت الإشراف الطبّي.

وأشار إلى الاعتقادات الخاطئة اتجاه بعض الأدوية والتي تحث المريض على ترك الدواء رغم أهميته، متخذاً من الكورتيزن مثالاً، وهو من الأدوية الضرورية في علاج الأمراض المناعية والتحسسية، والذي قد يكون منقذاً للحياة، فبالرغم من امتلاكه آثاراً جانبية، ليس من المعقول استبعاده، ولا سيما أنه في بعض الأمراض لا بديل عنه.

كما نوّه المصدر إلى مرض الكلية متعددة الكيسات الذي ينتهي غالباً بقصور كلوي نهائي، وهو مرض منتقل وراثياً ومنتشر في السويداء ناصحاً بالكشف المبكر للحد من تطور المرض عبر علاج العوامل المُسّرعة نحو القصور، إضافة لأهمية الابتعاد عن زواج الأقارب كمعيار ذهبي للحد من أعداد المصابين.

دمتم سالمين