تعزيزات إضافية للسويداء: سياسة تخويف ؟

لليوم الثالث على التوالي، تدفع السلطات الأمنية بتعزيزات متفرقة إلى محافظة السويداء، بعدما افتعلت توتراً باعتقال طالب جامعي بتهمة “النيل من هيبة الدولة”.

وأفاد شهود عيان للسويداء 24، أن تعزيزات جديدة وصلت إلى مدينة السويداء اليوم السبت، قادمة من العاصمة دمشق، وهي عبارة عن حافلات تقل عشرات العناصر، وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات متوسطة.

ومنذ يوم الخميس بدأت الأجهزة الأمنية بإرسال تعزيزات متفرقة إلى محافظة السويداء، تتوزع بعد وصولها على ثكنات أمنية وعسكرية داخل المدينة، منها المخابرات الجوية، والأمن العسكري، وأمن الدولة. ولم تعلن السلطات أسباب إرسال التعزيزات، في ظل انتشار تسريبات متضاربة.

لكن هذه التعزيزات، دفعت بها السلطات بعد احتجاز مجموعات أهلية لضباط وعناصر من الجيش والاجهزة الأمنية، رداً على استمرار اعتقال الطالب الجامعي داني عبيد في اللاذقية لأكثر من شهرين، بتهمة “النيل من هيبة الدولة”.

هيبة نالت منها مقاطع فيديو لمظاهرات وجدتها اجهزة الأمن على جواله، بحسب محضر قضائي نشره المحامي أيمن شيب الدين.

والد داني، خرج اليوم في تسجيل مصور بثته شبكة الراصد، أكد فيه أنه لجأ منذ بداية اعتقال ابنه إلى المسار القانوني، وقدم عدة طلبات إخلاء سبيل، لكن القاضي ردها مع الرفض.

وقال الوالد، إن ردود الفعل التي حصلت باحتجاز المجموعات الأهلية لضباط وعناصر، فرضت عليهم، بسبب عدم التعامل بشكل قانوني من قضاء تهيمن عليه الأجهزة الأمنية، مع ابنه الذي تعرض لتعذيب وحشي في المعتقل.

مصادر السويداء 24 تؤكد أن المجموعات الأهلية لم تفرج عن جميع الضباط والعناصر المحتجزين لديها في أحداث يوم الخميس، فالجزء الذي اطلقت المجموعات سراحهم، كان مبادرة حسن نية بعد وعود بالإفراج عن داني يوم الاثنين القادم بشكل قانوني حتى يتمكن من مواصلة تعليمه.

واحتفظت المجموعات الأهلية بضابط يحمل رتبة عقيد في الجيش السوري، وثلاثة عناصر من فرع أمن الدولة في السويداء، إذ سيستمر احتجازهم حتى يتم الإفراج عن داني، وذلك تحسباً لأن تنكث السلطات بوعودها.

هذه السردية بتفاصيلها المثبتة بمحضر قضائي يوضح سبب اعتقال داني عبيد، تشير بشكل واضح إلى أن السلطات الأمنية هي من افتعلت التوتر في المحافظة، فقد تحول اعتقالها المخالف للقانون لداني عبيد، إلى قضية رأي عام.

ليس ذلك فحسب، عادة ما تتجاوب السلطات الأمنية في قضايا المعتقلين والموقوفين من أبناء السويداء وتطلق سراحهم، عبر وساطات فصائل محلية وأهلية؛ لكنها في قضية داني عبيد ذات الخلفية السياسية، فضلت التلويح بالتصعيد، وإرسال التعزيزات.

يذكر أن محافظة السويداء تشهد حراكاً سلمياً متواصلاً منذ الصيف الماضي، للمطالبة بالتغيير السياسي والانتقال من شريعة الغاب، إلى دولة العدالة والقانون. وفشلت طيلة الفترة الماضية، السلطات الأمنية، بإخماد هذا الحراك الذي يعبّر عن أوضاع قاسية ترزخ تحت وطأتها البلاد، فهل تخوف تعزيزاتها واعتقالتها الناس ؟