في مقطع مصور نشره الثلاثاء فصيل “قوة مكافحة الإرهاب” التابع لحزب اللواء السوري، ظهر راجح البداح، من عشائر بدو السويداء، في ظروف غامضة وهو يدلي باعترافات خطيرة. البداح، كان قد تعرض للخطف قبل أيام، على اثر توتر شهدته بلدة المزرعة بعدما نصبت “قوة مكافحة الارهاب” حاجزاً قالت إنه لمنع الخطف وتجارة التهريب.
وقالت القوة إن سيارة بادرت باطلاق النار على عناصر الحاجز، الذين ردوا بالمثل فقتلوا أحد ركاب السيارة؛ سليمان المعلا من عشائر بدو السويداء أيضاً. وقد عثر عناصر القوة على جثة المعلا بعد مداهمتهم بيوتاً في حارة البدو في بلدة المزرعة، وقاموا بتعليقها من رجليها في احدى ساحات البلدة وسط اطلاق نار كثيف.
إلا أن البداح، ورفيقه نهار المفلح وهو أيضاً من عشائر البدو، تعرضا للخطف من قبل “قوة مكافحة الارهاب” أثناء تواجدهما في كازية المزرعة، بعد الاشتباك على الحاجز بساعات. وظهر البداح، ومعالم الضرب واضحة على وجهه، في الفيديو، وفي الخلفية راية حزب اللواء. وقال البداح، إن دروه كان جزءاً من مخطط للهجوم على حواجز “القوة” في المزرعة، وإن سيارته المحملة ببراميل المازوت هي للتمويه فقط.
وسرد البداح أسماء أشخاص سبق وتعاون معه في تهريب المخدرات في السويداء. ولكن الطريقة التي سرد فيها البداح الأسماء، تبدو أشبه بالتلاوة بعد التلقين، وتذكّرُ باعترافات “الارهابيين” التي اعتادت القنوات السورية الرسمية على بثها.
ومن المذكورين على لسان البداح، تجار مخدرات معروفين في السويداء، وهو لم يدلِ بأي جديد في ذلك، لكنه أورد اسم ياسر الوهبان، وهو تاجر مخدرات بدوي متوفى منذ سنة على الأقل. البداح لم يوضح إن كان تعاونه مع الوهبان في تجارة المخدرات أمر قديم، ما ألقى بظلال الشك حول طريقة انتزاع الاعترافات المصورة في الفيديو.
أيضاً ظهر ذلك واضحاً في تسمية البداح لأحد تجار المخدرات من أل الرمح، الذي تؤكد عائلته لمصادر “السويداء 24” أنه غير موجود.
أخطر ما حمله المقطع المصور للبداح، هو ذكره اسم لؤي الأطرش، أبرز وجهاء السويداء، بأن له علاقة سابقة بسرقة السيارات. وبدا أن البداح لا يعرف من هو الأطرش، اذ وصفه بشخص من بلدة عرى. ويبدو أن رفض دار عرى قبل أيام لتعليق جثة المعلا واصرارها على العلاقات الأخوية بين العشيرتين المعروفية والبدوية في جبل العرب، قد أغضبت حزب اللواء، ما دفعه لدس اسم الأمير على لسان البداح.
الأمير لؤي الأطرش، ردّ ببيان حذّر فيه من الوقوع في الفتنة، ولم يخض في رد تلك الاتهامات.
الأطرش، قال في بيانه إن حزب اللواء نصب نفسه قاضياً وجلاداً، مضيفاً “ما يثير قلقي هو المساعي لجر المحافظة إلى فتنة طائفية وارتكاب جرائم تمثيل بالجثث رغم أن الحزب والفصيل المذكوران أعلنا في البيان التأسيسي أن عناصرهم مدربين على التعامل وفق القوانين والمواثيق الدولية التي تعتبر التنكيل بالجثث جريمة حرب”.
أحد وجهاء عشيرة الشنابلة التي ينحدر منها الشابين البداح والمفلح، قال للسويداء 24، إن تلك الاعترافات لا يؤخذ بها وتم تسجيلها تحت التعذيب، مطالباً بتسليم الشابين لجهة محايدة للتحقق من أقوالهما بعيداً عن الضعط والتعذيب، واقترح أن تكون هذه الجهة هي مشيخة عقل الدروز.
وأضاف الوجيه أن مشاهد تعليق جثة سليمان المعلا، استفزت أبناء عشائر بدو السويداء، معرباً عن قلقه من أن احتمال تصفية المخطوفين لدى “قوة مكافحة الارهاب”، كما أكد على ضرورة تحكيم لغة العقل والمنطق، مناشداً العقلاء في المحافظة التدخل وقطع دابر الفتنة على حد تعبيره.
وأشارت مصادر حقوقية للسويداء 24 إن احتمال اعدام المخطوفين لدى “قوة مكافحة الارهاب” من دون توفير محاكمة عادلة ونزيهة لهما يعتبر اعداماً خارج نطاق القانون يستأهل الملاحقة والمسائلة القانونية والجنائية لقوة أمر واقع لا تملك أي شرعية تخولها اتباع أصول المحاكمات.