بين الحكيم وفلحوط.. أين تتجه السويداء ؟

اندلعت مناوشات مسلحة، ليل الأحد، بين “قوة مكافحة الإرهاب” ومجموعة تابعة لـ”شعبة المخابرات العسكرية”، رافقته عمليات خطف متبادلة، وانتشار فصائل مسلحة متعددة الولاءات في مدينة السويداء، ومطاردات.

وأسفرت المناوشات عن مقتل احسان العبدالله، من بلدة القريّا، بنيران مجموعة المخابرات العسكرية التي يقودها راجي فلحوط. ولم يصدر عن آل العبدالله موقف رسمي حتى الآن، وسط رفضهم إقامة مراسم دفن وعزاء لفقيدهم المغدور. ويحمل آل العبدالله، غريمهم، فلحوط، ومجموعته المسلحة، مسؤولية مقتل أحسان.

وأحسان هو أخ محمد العبدالله، المخطوف بدوره لدى مجموعة فلحوط. وتؤكد العائلة أن ما حصل لا يمكن أن يمر بشكل طبيعي، وأن محمد لا علاقة له بالخلافات الأخيرة بين القوى المتنازعة، ويرفضون أي مساومة على مصيره، مطالبين بإطلاق سراحه بشكل فوري.

من جهته، أعلن فلحوط، إنه لن يطلق سراح العبدالله، إلا في حال أفرجت “قوة مكافحة الارهاب” التي يقودها سامر الحكيم، عن مختطف لديها هو حازم أبو فخر. وتحتجز “القوة” أبو فخر، وتتهمه بالانتماء لخلية اغتيالات تابعة للمخابرات العسكرية. فلحوط، لم ينفِ علاقته مع أبو فخر، لكنه نفى صحة أقواله في فيديو نشرته “القوة”، و”اعترف” فيه بالتخطيط لعمليات اغتيال. وأضاف فلحوط، أنه “لا يرغب في التصعيد إلا في حال صعد الطرف الأخر”. وساق فلحوط اتهاماً غير واقعي لـ”طرف ثالث” لم يسمه، بإطلاق النار على تجمع شباب القريّا عند دوار الملعب في مدينة السويداء، ما أدى لمقتل أحسان العبدالله.

“قوة مكافحة الإرهاب” قالت في بيان لها، أنها تلقت اتصالات عديدة طالبت بإطلاق سراح حازم أبو فخر مقابل اطلاق سراح محمد العبدالله، وإلا “سيقوم الأمن العسكري وعصابة راجي فلحوط بتصفيته”، وأوضحت “العبد الله هو رجل مدني ليس له علاقة بقوة مكافحة الإرهاب ولا حزب اللواء السوري”، وطالبت مجموعة الأمن العسكري، بنشر تسجيلات صوتية تدعي حيازتها، وتدلل على وجود علاقة بين العبدالله و”قوة مكافحة الإرهاب”. القوة حملت الأمن العسكري المسؤولية عن حياة محمد العبدالله، وأضافت إن “ادخال حياة مدنيين أبرياء ووضعهم تحت الخطر من أجل إطلاق سراح أشخاص ارتكبت جرائم قتل وخطف بحق أبناء السويداء أنفسهم وبأوامر من الأمن العسكري أمر غير مقبول ويضع جبل الدروز تحت خطر كبير”.

وتؤكد مصادر السويداء 24 تدخل وساطات من رجال دين ووجهاء في محاولة لاحتواء حالة التوتر، والتواصل مع أطرافه، وسط وجود مساعٍ لعقد اجتماع بين آل العبدالله وعائلات القريّا المتضامنة معها، مع شيخ العقل يوسف جربوع، خلال الساعات المقبلة. كما تشير مصادر السويداء-24، إلى وجود أنباء تسربها الأجهزة الأمنية عن وجود ترتيبات جديدة قريبة بخصوص المحافظة.