وساطات “أهلية” ساهمت برفع الحصار عن عصابة تحصنت بين المدنيين..

رغم الحديث عن بيان قريب لشرح موقفها، لا زالت حركة رجال الكرامة تلتزم الصمت رغم الأحداث التي تعصف بالسويداء. الصمت بات مربكاً للأهالي، وسط تراجع الحركة عن بعض الشروط التي سبق وأعلنتها لوقف تصعيدها في وجه عصابة محلية تابعة لشعبة المخابرات العسكرية.

الحركة كانت قد نجحت في وقف تدهور الأوضاع، بعدما ألقت بثقلها وفرضت طوقاً أمنياً على فرع الأمن العسكري في مدينة السويداء، وعلى معقل عصابة راجي فلحوط المسلحة التابعة له. الحركة ألقت القبض على بعض أعضاء جماعة فلحوط المسلحة المتحصّنة في بلدة عتيل، والمسؤولة عن عمليات خطف بغرض طلب الفدية.
لكن الحركة التزمت الصمت، عندما نفذت انسحاباً مفاجئاً، فجر الخميس، من محيط بلدة عتيل. وعلمت السويداء 24 أن الانسحاب جاء بعد تدخل وساطات أهلية من وجهاء عتيل ومشايخ الطائفة.

الوساطات تعهدت بحل مشكلة البلدة وتجاوزات العصابات فيها. وللأسف فتلك الوعود غير مقنعة، إذ أن الوساطات التي تدخلت لإنقاذ فلحوط لم يُسمع لها صوت عندما كان يقطع الطرقات، ويرتكب انتهاكات خطيرة ضد المدنيين.

وبعد الانسحاب، بات منزل فلحوط أشبه بمقر عسكري، تحيط به السواتر الترابية والمتاريس، ويتناوب على حراسته أعضاء العصابة على مدار الساعة. وكانت عصابة فلحوط قد أخلت المظاهر المسلحة عن طريق دمشق-السويداء، بعد أيام من نصبها الحواجز واعتراضها المارة. ويبدو أن فلحوط قد شعر بخطورة الموقف، بعدما اصطدم بالقوة العسكرية الأبرز على ساحة المحافظة.

وبعد انسحابها من محيط عتيل، أطلقت الحركة سراح ثلاثة من جماعة فلحوط، بينهم متهمين بجرائم وانتهاكات. وأيضاً، لم يصدر أي توضيح اعلامي عن الحركة. مصادر السويداء-24 أكدت أن تلك الخطوة جاءت بعدما أفرجت جماعة فلحوط عن أسلحة كانت قد سلبتها في وقت سابق من أفراد تابعين للحركة.

مصدر في الحركة قال للسويداء 24، إن “الانسحاب لا يعني التراجع”، إنما جاء للحفاظ على سلامة المدنيين الذين يتحصن فلحوط بينهم، ويتخذهم دروعاً بشرية. وأضاف، أن الحركة لم تكن تضع خيار اقتحام عتيل في حساباتها، كونه كان سيجر “شلال دماء”، وتحدث عن خيارات بديلة للضغط على العصابات ومشغليهم.

الحركة كانت قد لاقت تأييداً شعبياً واسعاً بعد تدخلها لأول مرة وفرضها للأطواق الأمنية. لكن، الانسحاب المباغت، واطلاق سراح بعض المحتجزين الخطيرين، وضعا الحركة في موقع قد لا تُحسد عليه. فالحركة كانت قد اشترطت لفك طوقها الأمني، تسليم سلاح جماعة فلحوط، ومحاسبة أعضائها أمام القضاء أو ترحيلهم خارج المحافظة. إلا أن تلك الشروط لم يتم تحقيقها، بعد الرضوخ لضغط الوساطات الأهلية المتوقعة.