الرابعة وحزب الله.. والسيارات اللبنانية في السويداء

تراجعت أعداد السيارات اللبنانية المسروقة التي تدخل سوق السويداء، والمعروفة محلياً بـ”الوارد”، على خلفية اعتقال بعض أبرز المُهربين اللبنانيين.

وتعتبر السويداء سوقاً لتصريف المُهربات من السيارات اللبنانية المسروقة، نظراً لأسعارها الرخيصة، وتسهيل السلطات الأمنية السورية عمليات التهريب عبر الحواجز. مصدر في شرطة مرور السويداء، أكد للسويداء 24، أن عدد السيارات اللبنانية المسروقة والمهربة إلى السويداء، يبلغ قرابة 10 آلاف سيارة، بالإضافة إلى وجود أكثر من 3 آلاف سيارة سورية مسروقة.

وكانت الفرقة الرابعة قد ألقت القبض على ثلاثة أعضاء لبنانيين في حزب الله، في مدينة جرمانا بريف دمشق، أواخر أيلول الماضي. وتقول مصادر السويداء 24 إن أولئك اللبنانيين عملوا لسنوات في تهريب السيارات المسروقة من لبنان إلى سوريا، عبر نقاط التفتيش الأمنية السورية واللبنانية. إذ أن انتماؤهم لحزب الله، والبطاقات الأمنية التي بحوزتهم، وارتباطاتهم مع شخصيات نافذة من ضباط جيش ومخابرات النظام، جعلتهم يتحركون بكل أريحية، مع بضائعهم المسروقة والتي غالباً ما تكون محملة بالحشيش والمخدرات.

اللافت في الأمر، وفق المصادر التي تعمل بتسويق السيارات اللبنانية في السويداء، أن اللبنانيين المقبوض عليهم، كانوا يعملون طيلة السنوات الماضية بالتنسيق مع الفرقة الرابعة. إذ تدخل السيارات المهربة إلى سوريا من لبنان إلى حمص، ومنها إلى مقر الفرقة الرابعة في منطقة يعفور بريف دمشق. ومن هناك ينقل عناصر الفرقة الرابعة السيارات إلى طريق مطار دمشق الدولي، حيث يجري تسليمها لأشخاص من السويداء بحوزتهم بطاقات أمنية ومهام تُمكّنهُم من نقل المسروقات المهربة إلى السويداء عبر الحواجز الرئيسية. وبالتالي تعتمد عملية إدخال السيارات على شبكات مختلفة، لكل منها مهمة ونسبة ربح محددة. على سبيل المثال؛ يحصل ناقل كل سيارة من دمشق إلى السويداء على 500 دولار أميركي.

ومن غير الواضح حتى الآن، سبب انقلاب الفرقة الرابعة على شركاء الأمس، وإن كان ذلك بسبب خلافات مالية، أو توجه جديد يتعلق بالتعامل مع ملف السلطات السورية مع المنطقة الجنوبية بعد تحسن العلاقات مع الأردن. إذ غالباً ما يرتبط تهريب السيارات بتهريب المخدرات إلى الجنوب السوري، ومنه إلى الأردن. ويمكن في هذا السياق ملاحظة أن أسعار الحشيش والمخدرات في الجنوب قد ارتفعت خلال الأيام الماضية، وسُجّل هروب بعض أعضاء عصابات التهريب إلى الخارج بتسهيل واضح من السلطات. ومع ذلك، لا تزال شحنات المخدرات تتدفق بشكل يومي من دمشق إلى الجنوب ومنها إلى الأردن