سيدة مخطوفة من السويداء مصيرها مجهول بعد قتل زوجها

تجاهلت المنظمات التي تدعي مناهضة العنف ضد المرأة  وحقوق الإنسان والطفل، معاناة هذه الامرأة صاحبة البشرة السمراء وعائلتها الصغيرة من محافظة السويداء، بعد أن وُجهت تهمة الدعشنة لهم من قبل مليشيا مسلحة.

المواطنة “رعيدة عفيس العبدان” اختطفتها مليشيا مسلحة في السويداء تطلق على نفسها “الغيارى”، برفقة زوجها “منصور جميل الربيدان” وطفلتها، مطلع شهر آب المنصرم، من ريف السويداء الشرقي في خضم التوتر الذي حل بالمنطقة بعد هجوم تنظيم داعش الإرهابي أواخر تموز.

وانتشرت صورة في اليوم الأول لخطفهم توضح تعرض زوجها “الربيدان”  لعمليات تعذيب قاسية، أما “رعيدة” كانت مكبلة وطفلتها مرمية ورائها، وانتزعت منهما اعترافات في ظروف غامضة، قالت فيها الزوجة أن شقيقها المدعو “عيد العبدان” عنصر في تنظيم داعش، وهو الشخص الملثم الذي أعدم المواطن “مهند ابو عمار” من قرية الشبكي.

وأعدم شخص ملثم يتبع لتنظيم داعش، المواطن “مهند ابو عمار” مطلع آب الفائت، بعد أن اختطفه التنظيم برفقة عشرات الأطفال والنساء، حيث تحدث “مهند” حينها أن فشل المفاوضات بين داعش والدروز كان سبب لإعدامه.

المليشيا المسلحة ادعت أن الملثم هو ذاته شقيق “رعيدة”، دون ان تقدم أي دليل ملموس على صحة روايتها، لكن ناشطين في المحافظة قالوا: “حتى وإن كان شقيقها فلا يوجد ما يُجرم السيدة، لا قانونيا ولا اجتماعيا ولا دينيا، كما أن اعترافها المنتزع بظروف غامضة قالت فيه أن شقيقها اتصل فيها قبل مدة، وطلب منها عدم التحدث معه، ولم تتحدث عن أي علاقة معه”.

وفي منتصف أيلول الماضي، أعدمت المليشيا زوج “رعيدة” المواطن “منصور الربيدان” في ساحة المشنقة وسط مدينة السويداء، وألقت طفلته في ساحة “الفرسان” على قيد الحياة، حيث عادت عائلة والدها واحتضنتها، وزعمت المليشيا حينها أن إعدام “الربيدان” نتيجة تورطه بالهجوم على السويداء، دون تقديم أي أدلة، سوى اعترافات متناقضة أدلى بها، بثت في مقاطع فيديو.

وذكرت مصادر للسويداء 24 لم نتحقق من روايتها، أن المليشيا المسلحة أعدمت “رعيدة” بعد يوم واحد من إطلاق سراح مختطفي السويداء لدى تنظيم داعش، بذريعة أنه ثأر من الجهة الأخيرة كونها أعدمت امرأتين من المختطفات، لكن المليشيا لم تكشف عن مصيرها حتى اليوم.

ووثقت السويداء 24 انتهاكات واسعة تعرض لها مدنيين داخل محافظة السويداء من قبل جهات مسلحة مختلفة في أعقاب هجوم تنظيم داعش الإرهابي على المحافظة، إذ غابت هذه الانتهاكات عن معظم المنظمات المحلية وحتى الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، كون تهمة الضحايا “الدعشنة” !