السويداء: كورونا يتفشى ومشافي الحكومة خالية من الأدوية

تعاني مستشفيات السويداء الحكومية، نقصاً في الأدويّة المصيريّة، والخاصة بمصابي كوفيد 19، الذين يملؤون أقسام العزل والعناية المشددة فيها.

أحد مرافقي سيّدة مصابة بكورونا، في المشفى الوطني، قال للسويداء 24 إنّ الأدوية الحسّاسة من مميعات وصادات التهابيّة وقائية وحتّى مقوّيات مناعيّة، يضطر لشرائها على حسابه الخاص، بسبب عدم توفرها في المشفى.

موضحاً أنّ المريضة عانت من إصابة متقدّمة في الرئتيّن، واحتاجت عناية العزل المشدّدة. وتطلب علاجها أدوية مختلفة، غير متوفرة في المشفى، كمميّع الدم “غلكسان” بعيار 60m، بمعدّل ابرتيّن يوميّاً، ثمن الواحدة منها 24000 ليرة سوريّة، ومصل مضاد جرثومي “ليفوفلكساسين” بعيار 500 وريدي، تجاوز ثمنها 15000 ل.س.

كذلك الحال بالنسبة لمشفى صلخد الحكومي، الذي يخلو من جميع أنواع الأدويّة؛ حتى الأبريّة البسيطة كفلكونات الصادات “الروس بلس” و “الروزكتام” عيار 1000 و 1500 m، إضافة لانقطاعه من الأبر المحثة للمناعى “الديكسون” و “الفليبو كورتيد”، والمعنيين بكورسات علاج مرضى كورونا.

مصدر طبّي بيّن للسويداء 24، أنّ تدهور واقع الأدوية داخل المستشفيات الحكوميّة عامة أو هيئات، يعود للنظام الذي فرضته وزارة الصحّة، باستجرار مستلزمات المشافي بشكل مركزي، وعدم اسعاف مشافي المحافظة بها منذ وقت طويل.

ولفت إلى تصريح وزير الصحّة قبل ستة أشهر، قال فيه إنّ الخدمة الطبيّة هي المجانيّة في المستشفيات، وليس تقديم العلاج والأدوية، في إشارة واضحة إلى نيّة الوزارة بالتراجع عن الخدمات الصحيّة المجانيّة بالأدوية والمستلزمات، وتورّط الحكومة السوريّة معها ضمناً، حسب قوله.

يشار إلى أنّ فايروس كورونا يتفشى بشكل سريع، في السويداء، وأعداد الوفيات الحقيقية، أضعاف مضاعفة عن الأرقام الرسمية، التي تعلن وزارة الصحة عنها، إذ سجّل مشفى صلخد الثلاثاء الفائت خمس وفيّات، في حين يشهد المشفى الوطني بالمدينة وفيّات بشكل يومي، فضلاَ عن امتلاء أقسام العزل التي فاقت مساحتها نصف بُنى وأقسام المشفى.

ليبقى وعي النَّاس مطلوباً للتصدّي للجائحة، في ظل تردي واقع المستشفيات، التي تعاني من نقص شديد في الدواء، والكوادر الطبية، وسط إهمال حكومي للقطاع الصحي، وعدم مراعاة تفشي وباء كورونا ومعاناة الكوادر الطبية.