السويداء: أزمة المواصلات تعود للواجهة

عادت أزمة المواصلات الى الواجهة في محافظة السويداء، وخصوصاً بعد تخفيض مخصصات مازوت مركبات النقل، بعد اتخاذ الحكومة السورية اجراءات تقشفية، نتيجة تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

سائقو الباصات يعتكفون في منازلهم 

رصدت السويداء 24 أزمة مواصلات خانقة وخصوصاً بعد انتهاء الدوام اليومي أي عند الظهيرة تقريباً، حيث يعتكف سائقو الباصات في منازلهم، بينما يتجمع العشرات من المواطنين بانتظار باص يقلهم إلى بيوتهم.

وعلى الرغم من وجود عشرات السيارات المصطفة على قارعة الطريق، والتي تعمل على نظام السرفيس، إلا أنّ قلّة من المواطنين يتجرّؤون على ركوبها كون أُجرتِها أكثر من ثلاثة أضعاف أجرة الباصات والسرافيس.

مروى من إحدى قرى مدينة شهبا، تحدثت للسويداء 24 عن معاناتها اليومية: “أنا اعمل في محل للألبسة في مدينة السويداء واستقل باص شهبا السويداء، وادفع 700 ليرة وثم أدفع 300 ليرة أجرة السرفيس، وأعاني يوميّاً أثناء العودة فعندما نصل إلى موقف الباصات في الظهيرة لا نجد سوى سيارات التكاسي الخاصة، ولكنها تأخذ تعرفة 2500 ليرة على الراكب وهذا ليس باستطاعتي”.

أزمة المواصلات تجبر موظّف على تقديم استقالته

مواطن آخر قال: إنّها المرة الثانية التي يقدّم فيها استقالته كونه موظف بإحدى الدوائر الحكومية في السويداء، وتأتي مع الرّفض.

موضّحاً: أنه يدفع ألف ليرة ليصل إلى مكان عمله في السويداء، وفي العودة يدفع 300 ليرة ليصل إلى موقغ الباصات، وهنالك يضطر في الكثير من الأحيان لدفع 2500 ليرة أجرة تكسي سرفيس بعد انتظار قد يمتد لساعات بانتظار باص يأتي ليقلّهم.

سائقو الباصات يبرّرون

من جهتهم علّل سائقو الباصات وخصوصا خط السويداء شهبا، بعدم التزامهم بالعمل بعد الظهر، كون عدد الركاب يقلّ بشكل كبير، فضلاً عن تخفيض الحكومة السورية لمخصصاتهم من المازوت إلى النصف تقريباً، بحجة إعطاء هذه الكمية إلى الأهالي للتدفئة.

ويقول أحد السائقين: “مابتوفي معنا نضل عالخط للمسا، المحروقات أخذوا نص مخصصاتنا، والمسا عدد الركاب قليل مابيطلع ربع الباص، وإذا رفعنا التسعيرة بيشتكوا علينا”

المازوت في السوق السوداء

سببٌ آخر لأزمة المواصلات تضيء عليه السويداء 24، فالعديد من سائقي الباصات يقومون ببيع جزء من مخصصاتهم للمواطنين وخصوصاً مع شح مادة مازوت التدفئة التي تقدمها الحكومة السورية لمواطنيها. ووفق مصادر في محروقات السويداء فإن أكثر من نصف المواطنين في المحافظة لم يحصلوا على مخصصاتهم من مازوت التدفئة “الدور الثاني”.

وفي ظل الأجواء الشديدة البرودة التي تعيشها المحافظة يلجئ الكثير من أهالي السويداء لشراء المازوت الحر. وقال أحد المواطنين: “أنا اشتري مازوت حر من سائق باص وسعر الليتر يتراوح بين 4500 وحتى 6000 حسب الطقس والسعر في السوق.