الإفراج عن موقوفين بتهمة التهريب مقابل “فدية مالية”

مقابل مبلغ مالي باهض، اطلقت الأجهزة الأمنية السورية، سراح أكثر من 15 موقوفاً، من ابناء عشائر السويداء، بعد أقل من شهر على توقيف حرس الحدود السوري لهم، أثناء محاولتهم العودة من الأراضي الأردنية إلى السورية.

مصدر خاص قال للسويداء 24، إن الجهات الأمنية، اخلت سبيل غالبية الموقوفين، الذين تم ضبطهم يتسللون من الأردن إلى سوريا عبر الحدود المشتركة في البادية، يوم 11 شباط الفائت. وهو نفس اليوم الذي أعلن فيه الأردن إحباط محاولة تهريب، وضبط كميات كبيرة من المخدرات، على حدوده الشمالية الشرقية.

المصدر الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه، كشف في تصريح للسويداء 24، أن أحد أبرز متزعمي شبكات تهريب المخدرات، تكفل بدفع حوالي 100 ألف دولار امريكي للأجهزة الأمنية، مقابل الإفراج عن الموقوفين. وقال إن الأجهزة الأمنية اطلقت سراحهم على دفعات خلال شهر آذار الجاري.

ورغم أن الموقوفين الذين بلغ عددهم 21 شخصاً، لم يكن بحوزتهم مخدرات عند القبض عليهم، وادعاء عائلاتهم أنهم كانوا يحاولون التسلل إلى الأردن للبحث عن فرص عمل وفشلوا في تجاوز الحدود، إلا أن تزامن توقيفهم مع الإعلان الأردني حينها عن إحباط محاولة تهريب، يثير الشبهات حول تورطهم في تلك العملية.

وظهر الموقوفون الشهر الماضي في مقطع فيديو، تم تسجيله عند مخفر حرس الحدود السورية، رقم 193، قرب الحماد. وقال مصور الفيديو إن هؤلاء الرجال، قبض عليهم حرس الحدود السوري، أثناء تسللهم من الأراضي الأردنية باتجاه السورية،  ثم طلب منهم تلاوة اسمائهم، مع أماكن تولدهم، وجميعهم من عشائر السويداء.

في 27 كانون الثاني الفائت، وجه الجيش الأردني ضربة قاصمة لمجموعات من مهربي المخدرات على الحدود مع سوريا، قتل على إثرها أكثر من 30 مهرباً. وكان غالبية القتلى من عشائر الجنوب السوري، ولا تزال السلطات الأردنية تحتفظ بجثامينهم، نتيجة رفض السلطات السورية استلام الجثامين دون وجود أوراق ثبوتية. وتمكنت عائلاتان فقط من الدخول إلى الأردن واستلام جثمانين منهم، ومن المحتمل دفن البقية على أراضي المملكة، بعد انقضاء شهرين على مقتلهم.

وتكشف الحوادث المتكررة على الحدود، طريقة تعاطي السلطات السورية مع ملف التهريب، بين التواطؤ مع متزعمي الشبكات، وتسهيل عملهم وعدم اتخاذ أي اجراءات للحد من هذه الظاهرة، التي تفاقمت في الآونة الأخيرة، وتشرف عليها شبكات متعددة تبدأ من معاقل نفوذ ميليشيا حزب الله في لبنان وريف حمص، وصولاً إلى الجنوب السوري.

وتستغل تلك الشبكات المنظمة التي ترتبط بشخصيات نافذة في سوريا ولبنان، تردي الأحوال المعيشية والاقتصادية، وتستقطب شباب الجنوب السوري لتزجهم إلى “درب الهلاك” خصوصا بعد تغيير الأردن قواعد الاشتباك والتعامل بصرامة مع أي محاولة تسلل على حدوده.