السويداء: قتل واحتجاز وتشويه سُمعة “بالخطأ”

بعد احتجازه والتشهير بسمعته، اطلقت المقاومة الشعبية، المدعومة أمنياً، سراح ضياء ابو جهجاه، من ابناء مدينة شهبا، إذ تبين أن احتجازه كان بالخطأ بسبب الاشتباه بالسيارة التي كان بداخلها.

وقال أحد أقارب ابو جهجاه، إن مجموعة أمنية مسلحة احتجزته على طريق سليم قنوات، الاسبوع الماضي، بعد اعتراض طريقه مع خالد ايوب من بلدة قنوات. وشهدت الحادثة تبادل إطلاق نار أدى لإصابة خالد، وأحد أفراد المجموعة الأمنية بجروح.

وأضاف أن المجموعة الأمنية احتجزت ضياء لعدة ساعات، و”حققت” معه، قبل أن تطلق سراحه، كونه غير متورط في حادثة خطف شادي الغاوي الشعراني، الذي كانت المجموعة تدعي البحث عن خاطفيه.

ضياء ابو جهجاه من مدينة شهبا، طالب في كلية الاقتصاد، أوضح أنه لم يعرف أفراد المجموعة التي احتجزته. وقال: تم نشر اسمي على صفحة المقاومة الشعبية، والتشهير بسمعتي، وليس لي أي صلة بالاسماء التي تم تداولها، ولو كنت متورطاً كما زعموا، لما اطلقوا سراحي.

كذلك تم تداول اسم فتاة من آل بريك، في نفس المنشور، واتهامها باستدراج المخطوف والتعاون مع العصابة، لكن عائلتها ردت ببيان أكدت فيه أن الفتاة مُقعدة منذ أكثر من عام، بسبب حادث سير تعرضت له.

وكانت مجموعة المقاومة الشعبية المدعومة أمنياً، قد نفذت عدة عمليات ضد من تقول إنهم متورطين في عمليات خطف وتهريب مخدرات. وإن كان بعض الذين احتجزتهم وسلمتهم للأجهزة الأمنية متورطين فعلاً، فما ذنب الابرياء بهذه العمليات التي يبدو واضحاً التنسيق الأمني فيها ؟ الم ترتدع هذه المجموعة بعد استهداف أسرة من آل الجرماني الشهر الماضي أيضاً “بالخطأ” ؟

المثير للاستهجان، أن مجموعات مسلحة مختلفة تابعة للأمن العسكري، أو لأفرع أخرى، باتت اليوم في السويداء القاضي والجلاد، بل ولها صفحات على الفيس بوك تستخدمها للتشهير بسمعة خصومها، ثم تتراجع وتحذف منشورات واسماء، وتطلق سراح محتجزين تم توقيفهم بالخطأ.

لكن من يحاسبها اليوم على هذه “الاخطاء” التي أودت بحياة شخصين بينهما طفل، ويرجح أنها “أخطأت” أيضاً باستهداف ضابط متقاعد وقتله، اين مسؤولي المحافظة والفعاليات الدينية والاجتماعية عن كل ما يحصل ؟ ومن يرد اعتبار الأشخاص الذين يتم التشهير بسمعتهم ؟